“كبش فداء” و”مواطنون من الدرجة الثانية”: مسلمو فرنسا من أصل عربي يعانون من التهميش

يشهد المجتمع الفرنسي اليوم ظاهرة مقلقة تتمثل في تنامي مشاعر التمييز والعداء تجاه المواطنين المسلمين من أصل عربي، حيث يعكس مقال نشر على جريدة لوموند، من خلال شهادات حية لأفراد من هذه الفئة، عمق الأزمة التي يعيشونها في فرنسا ، مشاعرهم المتأرجحة بين الارتباك والغضب والحزن، وإحساسهم بالتهميش والإقصاء.

هؤلاء المواطنين، من كبار المهندسين والموظفين والمعلمين، يعبرون عن شعورهم المتزايد بعدم الارتياح تجاه الشك المتزايد الذي يتعرضون له، خاصة منذ 7 أكتوبر 2023، تاريخ هجوم حماس على إسرائيل. حيث اصبحو ينددون بمناخ “خانق” وشعور “بالحصر في المنزل”.

على الرغم من مساراتهم المختلفة وأصولهم المتنوعة، يشترك هؤلاء الأفراد، جميعهم مسلمون من أصل عربي، في مشاعر مشتركة: الارتباك والعجز والاستياء والغضب والحزن.

يُلخص إسماعيل، وهو رسام باريسي يبلغ من العمر 59 عامًا، الموقف بقوله: “في فرنسا، أن تكون مسلمًا من أصل عربي يعني أن تعاني من عقوبة مزدوجة، خاصة منذ 7 أكتوبر 2023”.

رغبةً منهم في الحفاظ على هويتهم المجهولة، وافق هؤلاء الشهود على التحدث بأسماء مستعارة ولم يرغبوا في الكشف عن وجوههم، خوفًا من التعرض لانتقام محتمل.

مقتنعين بأن السلطات العامة والعديد من وسائل الإعلام  الفرنسية وجزء من الرأي العام يتخذون موقفًا معاديًا بشكل متزايد تجاههم، يرون أن الهجوم الإرهابي لحماس في إسرائيل قد شكل نقطة تحول في النظرة السلبية التي يتعرضون لها.

بإجماع عام، ينددون بالخطاب “المتعب” لوسائل الإعلام والسياسيين تجاه المسلمين ، والمناخ “الخادق والمختنق” الذي يسود، ومضايقة السلطات العامة لهم.

يصفون الوضع بأنه “تهميش اجتماعي” ويتحدثون عن “تمزق” تجاه فرنسا، بلدهم، الذي “قدم لهم الكثير” و”دربهم”، ليجعلهم في النهاية “مواطنين من الدرجة الثانية”، “كبش فداء يتم الإشارة إليه باستمرار” ، ويواجهون، في حياتهم المهنية، سقفًا زجاجيًا.

فهذه الشهادات الحية تعبر عن معاناة شريحة هامة من المجتمع الفرنسي، وهم المواطنون المسلمون من أصل عربي. من خلال أصواتهم، نسمع مشاعر الغضب والحزن والإحباط التي تنتابهم بسبب التمييز والتهميش الذي يتعرضون له. كما تشكل هذه الشهادات دعوة صريحة لمراجعة الخطابات والممارسات المعادية للمسلمين في فرنسا، وإعادة بناء جسور الثقة والاحترام المتبادل بين مختلف مكونات المجتمع.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *