بدا المعبر الحدودي الجديد “الشهيد مصطفى بن بولعيد الحدودي” الرابط بين موريتانيا و الجزائر، والذي أعلن رسميا عن افتتاحه يوم الجمعة 23 فبراير 2024 أمام حركة تنقل الأشخاص، شبه مهجور، إلا من حركة محدودة وفق مصادر موريتانية..
وتعول الجزائر على هذا المعبر، للربط مع منطقة الساحل على ما يبدو لمنافسة مبادرة الأطلسي المغربية رغم حركية النقل الضعيفة بين زويرات وتندوف التي تمتد على طول 700 كيلومتر.
وشهد تدشين المعبر من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس ولد الغزواني حادثة خطيرة كادت تودي بحياة الأخير، ما زال يلفها الغموض.
محللون علقوا على افتتاح المعبر كون الجزائر تسعى بكل الطرق للعبور إلى المحيط الأطلسي، بعد المبادرة المغربية التي فتحت الباب ام دول منطقة الساحل لولوج الأطلسي.
تجلى ذلك بعد إعلان الرئيس الجزائري عن تدشين ما أسماه منطقة حرة للمبادلات التجارية بين الجزائر ودول الساحل، لكن صعوبة المنطقة وخطورتها تجعل من تحقيق هذا المبتغى شبه مستحيل.
خاصة في ظل التحذيرات الدولية من الإرهاب المحتمل بالمنطقة وتجار المخدرات الذين يتحركون على خط التماس بين تندوف وموريتانيا.
وسجلت خلال الآونة الأخيرة تكثيفا ملحوظا لدوريات الجيش الموريتاني في جانبي الحدود الموريتانية الجزائرية، حيث تنشط الجماعات الإرهابية وشبكات تهريب الممنوعات (الأسلحة، المخدرات، البشر). وفق ما أفادت الانباء انفو الموريتانية.
في المقابل، عززت الرباط ونواكشوط من العلاقات الاقتصادية البينية، حيث ارتفعت التبادلات التجارية بينهما إلى 300 مليون دولار (3 مليارات درهم) بحلول نهاية عام 2022، وهو ما يمثل زيادة ملحوظة بنسبة 58٪ عن أرقام عام 2020.
وتعزى هذه الزيادة إلى الجهود المتضافرة في إطار المنتدى الاقتصادي الموريتاني المغربي الذي احتضنته نواكشوط الأسبوع المنصرم.
ويهدف المنتدى إلى تسريع دينامية الشراكة بين البلدين الجارين. حيث تم إنشاء فريق عمل للتنسيق بين مجتمع الأعمال في البلدين.
وتأتي هذه الدينامية في إطار المبادرة الملكية الرامية إلى تمكين دول الساحل من الوصول إلى المحيط الأطلسي والاستفادة من البنية التحتية المغربية.
وكان الملك محمد السادس دعا في خطاب ذكرى المسيرة الخضراء الأخير )2023( إلى إطلاق هذه المبادرة الدولية وهي مبادرة رهينة بتأهيل البنية التحتية لهذه الدول، عبر ربطها بشبكات النقل والتواصل بمحيطها الإقليمي، من أجل تنميتها.
وعبر الملك، في الخطاب ذاته عن ’’ استعداد المملكة لوضع بنياتها التحتية الطرقية والسككية والمينائية، رهن إشارة الدول الساحلية الشقيقة، إيمانا منه بأن المبادرة ستشكل تحولا جوهريا في اقتصاد دول الساحل الأطلسي، والمنطقة ككل. ’ وقال الملك إذا كانت الواجهة المتوسطية، تعد صلة وصل بين المغرب وأوروبا، فإن الواجهة الأطلسية هي بوابة المغرب نحو افريقيا، ونافذة انفتاحه على الفضاء الأمريكي.
وتبدو المبادرة المغربية أكثر وضوحا ورؤية، بالنظر إلى حجم المبادلات بين المغرب و موريتانيا والتدفق المرن لحركة المرور بمعبر الكركرات، وعلاقات المغرب مع دول الساحل، إضافة إلى البنية التحية المينائية المتطورة بالعيود والداخلة، علاوة على شبكة الطرق السريعة والمطارات التي تربط الشمال بالجنوب.
كل هذا يضاف إلى اليقظة الأمنية المغربية، والاستقرار، بخلاف المعبر الجديد بين تندوف والزويرات الذي يمتد على مسافة طويلة ومهجورة دون بينات تحتية، وثالثة الأثافي أنها مليئة بالمخاطر، وسبق أن حذرت منها 3 دول مؤخرا هي بريطانيا وإسبانيا والولايات المتحدة، ناهيك من الحادثة المريبة التي استهدفت موكب الرئيس الموريتاني ولد الغزواني قبل أيام لتؤكد صحة التحذيرات الدولية.
كل هذه المعطيات وفق مراقبين تجعل من المبادر المغربية الأقرب إلى الواقعية الجيو سياسية، من نظيرتها الجزائرية التي جاءت فقد كرد فعل على المبادرة المغربية ولا تعدو كونها بروباغاندا إعلامية.