موظفون بدون أجور وغياب للسيولة..الصينية” تلطخ سمعة “البام”

في موقف يدعو إلى الحيرة والاستغراب والتساؤل، شرع حزب الأصالة والمعاصرة، في نهج أسلوب “الصينية” من أجل جمع تبرعات من جيوب كبار أثريائه وبرلمانييه ووزرائه.
وحسب يومية الصباح، اتخذ “البام” هذه الخطوة، التي لا شك أنها ستلطخ صورته التنظيمية، بهدف أداء الأجور الشهرية لصحافييه والعاملين في المقرات الحزبية، الذين يعانون شهريا من أجل الحصول على رواتبهم، بسبب غياب السيولة المالية.
وعلمت “الصباح” أن بعض البرلمانيين الميسورين دفعوا نحو 20 مليونا، فيما دفع وزراء الحزب نحو خمسة ملايين، بينما رفض آخرون التجاوب مع هذا الأسلوب، الذي نهجته الأحزاب اليسارية الفقيرة التي عانت حصار الدعم العمومي، بسبب مواقفها السياسية، نظير الحزب الذي كان ينتمي اليه عبد اللطيف وهبي، وهو حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي المنحلة.
وكشفت مصادر مطلعة لـ “الصباح” أن الحزب لا يعاني ضائقة مالية، إلى حد اللجوء إلى أسلوب “الصينية”، ولكنه يعاني سوء التدبير المالي.
وتساءل مصدر “بامي”: هل يعقل أن يتم استئجار سيارة بأكثر من 20 ألف درهم شهريا لفائدة زوجة قيادي بارز في الحزب؟ وزاد: ألا يعد هذا المبلغ كافيا لتأدية أجور أربعة من موظفي المقرات الحزبية؟
وتشهد فاتورة أحد الفنادق المصنفة في الحي الشتوي بمراكش على ارتفاع التكاليف، وتضرر مالية الحزب، والمستفيدون قلة قلية من “كبار” أبناء الأصالة والمعاصرة، الذي مازال مصير أمينه العام المقبل يكتنفه الغموض.
وفي الوقت الذي يعاني موظفو المقرات بسبب تأخير أجورهم، وعدم استخلاصها، استأجر أثرياء الحزب طائرة خاصة، من أجل الإشراف على انتداب المؤتمرين في المؤتمر الجهوي لجهة درعة تافيلالت، المنعقد في إحدى القاعات بالرشيدية، بعدما كان مقررا عقده بمنزل برلماني سابق، قبل أن تحتج برلمانية من الجهة، وتتصل بصحافيين من أجل “التشويش” على مكان عقد الجمع العام، درءا للفضيحة.
ويراهن الحزب، الذي لم يؤد الواجبات الشهرية لعمال وموظفي مقراته الحزبية، إلا بعد نهج أسلوب “الصينية”، على الفوز بنتائج الانتخابات المقبلة لتصدر المشهد الانتخابي وقيادة الحكومة المقبلة، تماما كما جاء على لسان عادل بركات، عضو المكتب السياسي، الذي أشرف على تأطير انتخاب المؤتمرين في جهة درعة تافيلالت.
وبخصوص المعايير المعتمدة في مسطرة انتداب المؤتمرين، قال بركات: “شرعنا في انتداب المؤتمرات والمؤتمرين؛ ولكن رغم العدد القليل، احتكمنا للنتائج الانتخابية”، مؤكدا في الآن ذاته “سترون حزبا في حلة جديدة، حزبا قويا، وسنسهر أن يكون “البام” حاضرا ليتصدر الانتخابات المقبلة، لأنه يتوفر على خيرة السياسيين والكفاءات والشباب والنساء، وإن تصدرناها سنتصدرها بجدارة واستحقاق، والبداية ستكون من أرض الشرفاء”.