في الوقت الذي تواجه فيه مدينة وجدة أزمة حقيقية في المشاريع الثقافية، والفنية، تجعل من ساكنة المدينة الشرقية في عزلة حقيقية، يأبى رجل الأعمال التجمُّعي، هشام الصغير إلا أن يتّجه لمدينة الرباط من أجل دعم مهرجان السويسي.
فهشام الصغير رجل الأعمال الذي تحوّل بين ليلة وضحاها لأحد ميليارديرات الشرق، هاهو اليوم يتخلى عن مدينة وجدة من أجل كسب نفوذ بالعاصمة الإدارية للمملكة، التي كان في وقت سابق يُمنّي النفس من أجل إيجاد رجل نافذ يحكي له همومه ومواجهته لعبد النبي البعيوي الذي كان في الأمس القريب، الرجل الذي يُرعب مالك “عقار الشرق”.
ولا شك أن مهرجان السويسي، الذي يستقطب أبرز الفنانين في المغرب، والذي يدعمه هشام الصغير كـ”مساند رسمي”، يعوّل عليه الميلياردير ابن مدينة وجدة من أجل العودة للساحة السياسية، لكن صاحب الفكرة يبدو أنه سيُعيد سيناريو انتخابات الثامن من شتنبر عندما أوهم البعض مالك “عقار الشرق” بأنه سيكون وجها بارزا في المشهد السياسي، فقط بجملة “هشام الصغير صديقي” التي نطقها عزيز أخنوش بمدينة وجدة، لغرض في نفس يعقوب.
وهاهو اليوم منبوذ مدينة وجدة يُعيد نفسه، للواجهة من خلال مهرجان السويسي الذي لن يُسمنه ولن يُغنيه من الجوع السياسي الذي يواجهه، وهو الذي كان في المؤتمر الرابع للبام، يُمنّي النفس بالأمانة العامة للحزب، وكأن ثاني القوى السياسية تُريد فاشلا سياسيا يقود عجلات جرّارها.
“فمن أين لك هذا؟”، هو السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، في المشهد السياسي بالنسبة لهشام الصغير الذي بات أبرز الفاعلين في قطاع العقار، في الوقت الذي كان يملك فقط محلّا متواضعا للهواتف في وقت سابق، ليُصبح رجلا ميليارديرا يحاول تحريك الحياة السياسية، دون أن يحاسبه أحد.