أزمة المغرب والجزائر يضع إسبانيا في موقف حرج

لجأت إسبانيا مؤخرا إلى إستعمال أساليب تودد وتقرب بطيء نحو الجزائر في إشارة منها أن موقفها من ملف الصحراء المغربية لم يتغير وأنها مستمرة في تأييد حل يراعي مصالح الصحراويين، بهدف عدم خسارة الغاز الجزائري.

وتجلت آخر إشارة الى الجزائر في سحب ممثل إسبانيا في الأمم المتحدة مداخلته في اللجنة الرابعة حيث كان مرتقبا ان تعرض الاخيرة وجهة نظرها في ملف الصحراء، حيث لم تعلن عن موقفها بشكل واضح، هل كانت ستطالب بمنح فرصة للحكم الذاتي أم ستدافع عن تقرير المصير.

وفسر المراقبون سحب أو تجميد إسبانيا لمداخلتها في لجنة تصفية الاستعمار التي ناقشت الصحراء الغربية برغبتها في تفادي أي تأويل من طرف المغرب أو الجزائر وتخسر وقتها الطرفين.

وكان الإجراء السابق لهذه المداخلة هو إلغاء خريطة كانت تشير الى الصحراء الغربية كمنطقة مغربية، وأثارت احتجاج بعض النواب، ومن قبلها، كانت الرسالة الرئيسية هي تصريحات رئيس الحكومة بيدرو سانشيز أمام اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي بأن إسبانيا تقف الى جانب الأمم المتحدة وتؤيد حلا متفقا عليها يتماشى وقرارات مجلس الأمن.

وفي الوقت الذي تلجأ فيه أغلب الدول الأوروبية للجزائر والإحتماء تحت ظلها لهدف وحيد وهو الغاز، تظل إسبانيا مكتوفة الأيدي وهي تراقب مستوى التعاون الطاقي بين الإتحاد الأوروبي والبلد الإفريقي مصدر بديل عن الغاز الروسي.

وكانت مدريد قد أشادت بالحكم الذاتي خلال مارس الماضي، ودفعت بالجزائر الى تجميد العلاقات الثنائية، فقد سحبت السفير ثم جمدت اتفاقية الصداقة وحسن الجوار ومنعت استيراد البضائع من إسبانيا بينما تحافظ الجزائر فقط على صادرات الغاز، ورفعت أسعارها خلال هذا الشهر.