الطالبي: المنطقة الأورومتوسطية الأكثر تضررا من الحرب الأوكرانية والبرلمانات مدعوة لتصحيح تمثلاتها

أقر راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، أن الحربِ في أروبا انعكست على الأسواق حيث يسودُ التَّوَجُّسُ واللايقينُ وعدمُ الثقةِ في المستقبل، مؤكدا على أن ذلك أثر على الإنتاج والتَّوريد، وساهم في رفع أسعار المواد الأساسية، ورَسَّخَ الشكوك بشأن الأمن الغذائي.

وفي معرض كلمة له اليوم الاثنين خلال اجتماع الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، قال الطالبي “إننا لا نختلفُ في الإقرارِ بأن منطقتَنا الأرومتوسطية تعتبرُ من المناطقِ الجيوسياسيةِ الأكثرَ تضرراً من هذه السياقاتِ الدوليةِ والإقليميةِ المتفجرةِ أحياناً وغيرَ المستقرةِ في حالاتٍ أخرى’.

وأبرز أن العواملَ الجديدةَ عَمَّقَتْ من معاناةِ المنطقة وزادتْ الأوضاعَ فيها تأزيماً، لأنها الفضاءُ الجيوسياسي الذي عانَى ويُعاني أكثر من جميع عوامل عدم الاستقرار ومظاهرِه، مؤكدا أن “منطقتُنا هي ساحةُ النزاعاتِ والحروبِ الأقدمِ والأخطرِ في التاريخ المعاصر”.

وأضاف العلمي إلى أن شعوب المنطقة هم الأكثر لآفةِ الإرهابِ المَقِيتِ والتطرفِ والعنفِ المُدانِ في كل الشرائع والثقافات والحضارات، وفي خلفيتِها وحَوْلَها تَحْتد نزاعاتٌ مسلحة داخلية في أكثر من بلد.

وفي نفس السياق، أوضح المتحدث أن حوضُ المتوسطِ وبلدانُه، يعاني من انعكاساتِ الاختلالاتِ المناخيةِ أكثرَ من غيره، حيثُ تزدادُ نُدْرَةُ المياه، ويتراجعُ الغطاءُ الغابوي، ويتمُّ إجهادُ التربة، ويزدادُ تلويثُ مياهِ البحر، مع ما لذلك من تَقْوِيضٍ لمشاريعِ وخططِ التنمية المستدامة ولجودة الحياة.

وينتج عن كل هذا،  يوضح المسؤول الحكومي، تعميقُ الفوارقِ داخل البلدِ الواحد وبين شمال وجنوب حوض المتوسط، وتفاقمُ الهجرة غير النظامية وغير الآمنة، مع كل المآسي اليومية التي تنجمُ عن ذلك.

وبناء على ذلك، دعا رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، إلى بناء سياساتٍ ورُؤًى برلمانيةً جديدةً متأصلةً، وإلى الاجتهاد من أجل آلياتِ شراكةٍ تتلاءمُ مع الأحداثِ المتلاحقةِ وتكونُ في مستوى حجمِ التحديات الخطيرة التي نواجهها.

وقال رئيس مجلس النواب، “نحن مدعوون كذراعٍ برلمانيةٍ لهذه الشراكة، إلى التحلي بروح التَوَقّعِ والاسْتباقِ والمساهمة في الوقاية من النزاعات وتناسلها، فلا تنمية ولاديموقراطية، دون أمن مشترك، ودون سلم مستدام”.

ودعى المسؤول المغربي، برلمانات الأورومتوسطية، بتصحيح تمثلاتها عن عدد من الظواهر الاجتماعية، وفي مقدمتها ظاهرةُ الهجرةِ غير النِّظامية، مشددا على ضرورة التصرف إزاءَ هذه الظاهرة، على أساس أننا في مواجهةٍ وصراعٍ مع عصاباتِ الاتجارِ في البشر وفي مآسي الناس، لا في صراعِ مع المهاجرين المدفوعين إلى الهجرةِ بالفقر وعدم الشعور بالأمن.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *