طالبت الوزارة الوصية بالتدخل العاجل..نقابات تحذر من إصابة مهنيي الصحة بالوباء

حثت ثلاث نقابات خالد آيت طالب، وزير الصحة، على التدخل العاجل لوضع حد لما أسمته “التدبير العبثي” بجهة سوس ماسة، وتعريض مهنيي الصحة العاملين بمختلف المؤسسات الصحية بالجهة للخطر، بسبب سوء تدبير القطاع جهويا.

وقالت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، والجامعة الوطنية للصحة، و النقابة الوطنية للصحة التابعة للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، في مراسلاتها إن قطاع الصحة بالجهة عرف منذ ظهور فيروس كورونا إصابة مجموعة من الأطر والمهنيين، باعتبار ذلك “نتيجة مباشرة لسوء تدبير القطاع جهويا، واتخاذ قرارات انفرادية مرتجلة وغير مبررة من طرف المدير الجهوي وتهاونه في تفعيل وتتبع المذكرات الوزارية، خصوصا تلك المتعلقة بحماية المهنيين”، مشيرة إلى أن المدير الجهوي قام بتحويل الكثير من الأنشطة الطبية والجراحية من المستشفى الجهوي الحسن الثاني أكادير إلى مستشفى إنزكان، ورافق ذلك تنقل مستمر للمرضى والأطباء بين المستشفيين، دون استشارة المسؤولين المعنيين، وفي غياب الشروط القبلية التي حددتها المذكرة الوزارية.

وأوضحت النقابات أنه تم إلحاق أزيد من 50 طبيبا اختصاصيا بمستشفى إنزكان، رغم أن الطاقة الاستيعابية للمستشفى الجهوي تسمح بالتكفل بجميع المرضى. كما أن نظيرتها بمستشفى انزكان لا تحتمل هذا التنقيل وهذا الكم الهائل من المرضى الوافدين من أكادير، خصوصا في ظل غياب اللوجستيك الضروري والموارد البشرية الكافية، ما ساهم في زيادة الضغط بشكل كبير على مصالح وأقسام المركز الاستشفائي لإنزكان وتكديس المرضى، في غياب شروط السلامة والظروف السليمة للاستشفاء.

وأفضى هذا القرار، حسب النقابات نفسها، إلى إصابة ممرضة في التخدير والإنعاش وطبيبة داخلية تعملان بمستعجلات إنزكان وإخضاع مجموعة من الأطر المخاطة للتحاليل المخبرية، مشيرة إلى أن المدير أصدر بتاريخ 27 مارس الماضي مذكرة مصلحة بإحداث لجنة جهوية لتنقيل مرضى كورونا، طبقا للمذكرة الوزارية، غير أن هذه اللجنة لم تعقد أي اجتماع لحد الآن، إضافة إلى أنه لم يعر مذكرة وزارية أخرى أي اهتمام، وتتعلق بالتتبع اليومي للحالة الصحية للأطر المكلفة بالمرضى وتوفير الوسائل الكافية لحمايتهم، رغم توفره على طاقم من أطباء الشغل أوكلت لهم مهام أخرى خارج تخصصهم وعدم تفعيل مضمون هذه المذكرة، تعتبره النقابات سببا مباشرا في عدم التشخيص المبكر والتكفل بحالة ممرض بقسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني، الذي أصيب بالداء، بعدما قام بتأمين الحراسة ليومي 25 و26 أبريل الماضي، رغم تدهور حالته الصحية وارتفاع درجة حرارته.