يواصل الفلاحون الإسبان احتجاجهم ضد المنتوجات المغربية من الخضروات والفواكه المتوجهة نحو أوروبا، حيث تعرضت العشرات من الشاحنات المحملة للعرقلة وإتلاف سلعها في وقت متأخر منذ أول أمس الإثنين، على الحدود الفرنسية الإسبانية.
وتأتي هذه الاحتجاجات انسجاما مع ما دعت له تنظيمات نقابية ومهنية في القطاع الفلاحي بإسبانيا، قبل أسابيع، للقيام بتظاهرات على غرار ما قام به الفلاحون الفرنسيون، وذلك على خلفية "المنافسة الشرسة للمنتجات الفلاحية المغربية لنظيرتها الإسبانية داخل أسواقها".
وقال الشرقي الهاشمي، المسؤول في الاتحاد العام لمهنيي النقل بالمغرب، إن “الفلاحين الإسبان اعترضوا شاحنات خضار مغربية أول مرة قبل نحو ثلاثة أسابيع، وتكرر ذلك صباح الثلاثاء”.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تظهر فلاحين إسباناً وهم يعترضون شاحنات ويفرغون حمولتها من الفلفل والطماطم.
ولا تقدير رسمياً لعدد الشاحنات التي تم اعتراضها ولا لحجم الخسائر المحتملة، لكن مهنيين مغاربة يقدّرونها بعشرات الشاحنات.
وذكرت تقارير إعلامية إسبانية، أنه تم إغلاق الطريق السريع رقم AP-7 والطريق الوطنية رقم IL، في كلا الاتجاهين، بدءًا من منتصف ليلة يوم الثلاثاء، من قبل مجموعة من المتظاهرين، موضحة أنهم استهدفوا في وقت لاحق، شاحنات مغربية تحمل الفواكه والخضروات مما أدى إلى تصاعد التوترات وتفاقم الوضع.
وحمل الفلاحون الإسبان عشرة مطالب رئيسية من بينها، فرض المزيد من الرقابة على الواردات القادمة من المملكة المغربية، مع تعليق الاتفاقيات مع ميركوسور(السوق الجنوبية المشتركة) ونيوزيلندا والمفاوضات مع تشيلي وكينيا والمكسيك والهند وأستراليا.
وفي سياق متصل، يحذر الفلاحون الإسبان، من أن تتحول بلادهم، من واحدة من أكبر مصدري الطماطم الأوروبيين، إلى مستوردة من تركيا أو المغرب، في غضون اثني عشر عاماً فقط؛ ولهذا السبب، دعت لجنة الفلاحة إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة على المستوى الأوروبي”.
وفي غضون ذلك، انتقد ناصر بوريطة خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه في الرباط، اعتراض شاحنات تقل بضائع مغربية في أوروبا، ووصف استهداف المنتجات القادمة من جنوب البحر المتوسط نحو دول الاتحاد الأوروبي بأنه “أمر غير منطقي”، مشيراً إلى أن واردات بلاده الزراعية من الاتحاد تفوق صادراتها.