في ليلة كروية مشتعلة، وسط مدرجات تهتز بصخب جماهير فنربخشة، صعد نجم مغربي ليخطف الأضواء ويبعث برسالة واضحة لكل من شكك في قدراته.
يوسف النصيري، الأسد القادم من الأطلس، واصل هوايته المفضلة في هز شباك الخصوم، موقعًا على ثنائية جديدة، ليثبت أنه ليس مجرد مهاجم عابر في الدوري التركي، بل ظاهرة تهديفية لا تتوقف.
النصيري الحاسم يقود فنربخشة ليواصل المطاردة
في مواجهة ملتهبة أمام قاسم باشا ضمن الجولة الـ23 من الدوري التركي الممتاز، لم يحتج النصيري سوى 21 دقيقة ليضع بصمته، بتسجيله هدفًا أول بلمسة قاتلة، أعلن بها عن بداية ليلة مرعبة لمدافعي الخصم.
لم يتوقف الضغط، ومع بداية الشوط الثاني أضاف أوجوز آيدين الهدف الثاني (د52)، لكن قاسم باشا رفض الاستسلام، وقلص الفارق عبر مامادو فال (د62)، ليعيد التوتر إلى أجواء المباراة.
لكن حين يكون لديك مهاجم مثل النصيري، لا مكان للمفاجآت. عند الدقيقة 71، أنهى كل الحسابات، موقعًا على هدفه الثاني بطريقة تعكس حسّه التهديفي العالي، مؤكدًا أنه يعيش أفضل فتراته مع فنربخشة.
مورينيو: الرهان الرابح على نجم "الأسود"
جوزيه مورينيو، المخضرم الذي يعرف كيف يحول الضغط إلى حافز، كان يدرك أن هذا اليوم سيأتي. عندما أصر على جلب النصيري من إشبيلية، واجه انتقادات لاذعة، حيث قيل إن النادي دفع أكثر مما ينبغي، بل تحدث البعض عن إمكانية بيعه في يناير إلى السعودية لتقليل الخسائر.
لكن “السبيشل وان” لم يبالِ، وبنبرة واثقة قال عقب المباراة: “اليوم ترون جميعًا أي نوع من المهاجمين هو النصيري. البعض كان ينتقد الصفقة، لكنني لم أشعر بالذعر ولو للحظة. عندما وصل من إشبيلية، لم يكن قد خاض فترة تحضيرية، ولم يكن في أفضل حالاته بدنيًا. لكنني كنت واثقًا من أنه سيثبت نفسه.. والآن ها هو يسجل 15 هدفًا دون أي ركلة جزاء!”
النصيري.. هداف أوروبا الذي لا يتوقف
برصيد 15 هدفًا في الدوري، يقف النصيري الآن في وصافة هدافي الدوري التركي، خلف كريستوف بيونتيك (18 هدفًا). لكن الأرقام وحدها لا تروي القصة كاملة، فالنجم المغربي سجل 12 هدفًا في آخر 8 مباريات، بينها 5 ثنائيات، ليصبح أحد أكثر المهاجمين تسجيلاً في أوروبا خلال 2025.
إسطنبول الآسيوية تُحيي نجمها الجديد
بهذا الفوز، رفع فنربخشة رصيده إلى 57 نقطة، ليواصل مطاردة غريمه غلطة سراي المتصدر (60 نقطة). الصراع على اللقب بات مشتعلاً، لكن وسط كل هذا الضغط، هناك شيء واحد بات واضحًا: يوسف النصيري لم يأتِ إلى إسطنبول ليكون لاعبًا عاديًا، بل ليصبح ملكًا في معقل فنربخشة.
الجهة الآسيوية للمدينة التي عرفت أساطير مثل أليكس دي سوزا وبيير فان هويدونك، باتت اليوم تتغنى باسم جديد… الأسد المغربي، يوسف النصيري!