لماذا فشل حزب فوكس في تمرير مقترح ضد المغرب في البرلمان الإسباني؟
فشل حزب فوكس اليميني المتطرف اول من أمس الأربعاء في فرض مقترح مناوئ للمصالح المغربية في مجلس النواب الإسباني.
وجاء هذا الفشل بعدما قرر حزب الشعب عدم دعم مبادرة ’’ فوكس’’ المطالبة بالاعتراف بالسيادة الإسبانية على سبتة ومليلية.
تقارير إسبانية رصدتها بلبريس، كشفت أن حزب فوكس بقي وحده، الأربعاء، في طلبه من الحكومة للحصول على اعتراف "صريح وغير متحفظ" من المغرب بالسيادة الإسبانية على سبتة ومليلية وجزر مغربية أخرى.
التقارير قالت إن الطلب الذي تقدر به حزب سانتياغو باسكال، كان ضمن خطة التحرير الوطنية المقدمة في لجنة الشؤون الخارجية والتي لم تحظى بدعم المجموعات البرلمانية الحاضرة في الجلسة.
وجادل حزب فوكس بأن وجود مناطق السيادة الإسبانية في شمال إفريقيا يشكل "أحد المشاكل الرئيسية" في العلاقات الثنائية بين مدريد والرباط، التي تطمح إلى ضم هذه الأراضي بما يتعارض مع قواعد القانون الدولي.
يشار إلى أن مناورات حزب فوكس اليميني المتطرف تظهر من حين لآخر، إذ يرى مراقبون أنه يقتات على العداء للمغرب من خلال نظرية المؤامرة، ومن خلال ترويج ان المملكة تهدد الوجود الإسباني،
عندما يتعلق الامر بالسباق نحو التسلح دون نسيان استخدامه لخطاب التهويل بشأن المهاجرين وتكرار أسطوانة الحديث عن السيادة الإسبانية عندما يتعلق الامر بالحديث عن سبتة ومليلية المحتلتين.
وظهر فوكس قبل حوالي 9 سنوات ضمن موجة صعود اليمين المتطرف في القارة العجوز.
ولا تختلف توجهات فوكس عن توجهات الأحزاب اليمينية المتشددة في القارة الأوروبية مثل الجبهة الوطنية في فرنسا، والبديل لألمانيا والتي تتمحور حول العداء للاجئين والمهاجرين والمسلمين والتشكيك ببعض مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
ويأتي رفض الحزب الشعبي لمقترح فوكس الأخير للتأكيد ان خطاب فوكس لم يعد مقنعا في الأوساط السياسية الاسبانية خاصة بعد عودة العلاقات بين الرباط ومدريد أقوى مما كانت عليه في عهد حكومة الاشتراكي بيدرو سانشيز.
عودة العلاقات الثنائية بين إسبانيا مع المغرب فرملت الخطاب السياسي لهذا الحزب والذي أصبح يمثل صوتا نشازا في المشهد السياسي الإسباني.
