دروس مونديال قطر: روزبه منتخب إيران... في كرة القدم كما في الحياة لا تستهر بالوقت أبدا!
في الدقائق الأخيرة تحدث المعجزات العظيمة، قاعدة تنطبق على كرة القدم مثلما تنطبق على الحياة برمتها، كيف ذلك؟ المنتخب الإيراني يقدم النموذج الأمثل في مباراته أمام منتخب ويلز، يوم الجمعة 26 يونيو2022، في المباراة السابعة عشرة بالمونديال، التي جمعت المنتخبين لحساب الجولة الثانية من دور المجموعات، بملعب أحمد بن علي بقطر.
لم يسبق لمنتخب إيران أن فاز على منتخب أوروبي طيلة مشواره الكروي، ولكنه عندما اختار الفوز، لم يكن إلا بطريقة يسجلها له التاريخ في السجل الذهبي، هدفين في الدقيقتين الأخيرتين من عمر الشوط الثاني، روزبه جسمي اختار التسديد في مستهل الحكاية من خارج مربع العمليات، ليسجل الهدف الأول في الدقيقة التسعين، هذا الهدف أربك المنتخب الويلزي بقيادة نجمه المخضرم كاريت بيل، وقبل الاستفاقة من صدمة الهدف الصاعق، رامين رضائيان يضيف الهدف الثاني قبل لحظات من إطلاق صافرة الختام من طرف الحكم الجواتيمالي ماريو أسكوبار .
روزبه جسمي ، اختير كرجل للمباراة، ليس صدفة، بل هي مكافأة عظيمة عن درس لن ينسى، لقد اتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب ليقدم هذا الدرس، لولا ذلك القرار، لولا تلك الجرأة، لما كتبت الصحف مقالات عدة يجمعها عنوان واحد "منتخب إيران يصعق المنتخب الويلزي في الدقائق الأخيرة".
قرار روزي جسمي ، قد يكون ركنا أساسيا من أركان تأهل تاريخي محتمل لإيران للدور المقبل، خاصة بعد تعادل المنتخب الإنجليزي أمام المنتخب الأمريكي، في المباراة الثانية عن نفس المجموعة، وبالتالي، ارتقى المنتخب الإيراني للمركز الثاني برصيد ثلاث نقاط، بعد المنتخب الإنجليزي برصيد أربع نقاط، ونقطة واحدة من تعادل أمام المنتخب الأمريكي تكفيه للمرور للدور الثاني.
هي كرة القدم، وتلك الدقائق التي تلعب في كل مباراة على حدي، تشبه الكثير من المباريات التي نلعبها في حياتنا، أحيانا نتراجع عن اتخاذ قرار في اللحظات الأخيرة بعد زمن طويل من الانتظار، فنندم على عدم اتخاذه بعد وهلة، وقد نغامر أحيانا فنقرر قرارا صعبا في لحظات صعبة، ما يخبرنا به روزي جسمي ، أن أي قرار وإن كان متأخرا فيجب أن يكون مؤطرا وواضح الهدف، تماما مثل القرار الذي اتخذه إبان تسديد الكرة من خارج مربع العمليات، الهدف كان واضحا، وهو وضع الكرة في شباك المنتخب الويلزي، أطر هدفك إذن واتخذ قرارك وانطلق الٱن.
ما رأيكم في هذا الدرس من دروس مونديال قطر فيفا 2022؟