في تصعيد غير مسبوق ينذر بتغيير معادلات الصراع الإقليمي، أعلنت إيران، صباح اليوم الأحد، أن الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة واستهدفت منشآتها النووية في فوردو ونطنز وأصفهان تُعدّ “عملًا وحشيًا ومخالفًا للقانون الدولي”، مطالبة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لإدانة الهجوم.
جاء هذا التصعيد عقب إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تنفيذ ما وصفه بـ”هجوم ناجح للغاية”، حيث أكد أن الطائرات الأمريكية ألقت “حمولة كاملة من القنابل” على المواقع الثلاثة قبل مغادرتها الأجواء الإيرانية بسلام، مشيدًا بما أسماه “شجاعة المحاربين الأمريكيين”، ومعلنا أن “فوردو انتهت”.
رد فعل طهران: تهديدات سياسية وخيارات مفتوحة:
وفي أول رد رسمي، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الضربات بأنها “انتهاك جسيم” لميثاق الأمم المتحدة ومعاهدة عدم الانتشار النووي، مؤكدا أن طهران تحتفظ بكامل حقوقها في الرد، بما في ذلك الدفاع المشروع عن النفس.
وقال عراقجي إن على “أعضاء الأمم المتحدة الشعور بالقلق إزاء هذا السلوك الإجرامي”، متهما الولايات المتحدة وإسرائيل بشن “عدوان غير قانوني” على منشآت نووية سلمية، ومشددا على أن الهجمات قد تكون لها عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي والدولي.
وكالة الطاقة الذرية في قفص الاتهام:
وفي بيان لافت، حملت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية الوكالة الدولية للطاقة الذرية جزءًا من المسؤولية، معتبرة أن “صمتها وتواطؤها” سمح بوقوع هذا الهجوم.
وأكدت أن ما حدث يشكل خرقًا صريحًا لمعاهدة عدم الانتشار، ودعت المجتمع الدولي إلى “إدانة هذه الفوضى القائمة على شريعة الغاب”، متعهدة بمواصلة تطوير الصناعة النووية الإيرانية رغم التهديدات.
خلفية التصعيد: حرب ظل تتحول إلى مواجهة علنية:
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية منذ منتصف يونيو الجاري، حيث نفذت إسرائيل، بدعم أمريكي واضح، سلسلة هجمات استهدفت منشآت حساسة، وقواعد عسكرية، ومواقع صاروخية، بالإضافة إلى اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين.
في المقابل، أطلقت طهران صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة عسكرية مباشرة بين الطرفين منذ عقود، مما يعيد إلى الأذهان سيناريوهات الحرب الشاملة في الشرق الأوسط.
مصير الدبلوماسية على المحك:
وبينما كانت بعض الأطراف الإقليمية والدولية تحاول تهيئة الأجواء لجولة جديدة من المفاوضات النووية، جاء هذا الهجوم ليربك المشهد، ويطرح أسئلة جوهرية حول مدى استعداد الأطراف للعودة إلى طاولة الحوار، في ظل مناخ مشحون بالتصعيد والانفجار المحتمل.