في الحاجة إلى صوت ..... العقل

ذ. شقران امام

 

التراشق الكلامي/ المكتوب ، المسجل و المتفاقم منذ أسابيع قليلة ، في علاقة ببعض المساطر المفتوحة في مواجهة عدد من الصحفيين أو بعض من يتم وصفهم ب ( المؤثرين ) ، يعكس حالة من التيه الواجب الوقوف عندها في مغرب لا تخدم مصالحه مطلقا عدد من الوقائع الطارئة ، التي تعرقل بشكل و آخر مسارات التطور و التقدم به... وقائع هي نتاج تركمات وجب وضعها نصب الأعين كمنطلق لتجاوز ما يمكن تجاوزه من من منطلق الامل في المستقبل:
1- يقال بأن الضغط يولد الانفجار ، و عدم التعاطي الذكي و المسؤول مع كثير من انزلاقات الخطاب و الأحكام في تعاطي البعض مع عدد من الوقائع في وطننا الحبيب ، و نهج منطق القوة قانونا و سلوكا تجاهها ، يؤسس للفعل و رده ، و يصبح معه الحقد ركنا أساسيا في التفاعل مع كل صغيرة و كبيرة تهم شأننا الوطني ، مع ما يصاحب ذلك من انقسام تعكسه تفاعلات المواطنات و المواطنين ، و ضمنها تفاعلات جهات خارجية تخدم التفرقة مصالحها .. لذلك يكون صوت العقل أمام ما يقع أساسيا ، مثلما يكون التفاعل من باب الصمت حكمة، لأن الواجب يفرض عدم الانسياق وراء من يبحث عن معارك لا تخدم مصلحة الوطن و المواطن في شيء.
2- بروز عدد من الاصوات ، و تفاعل الرأي العام الوطني معها ، و إن من باب مشاهدة محتوى ما تقدمه على اليوتوب ، هو نتاج غياب صوت المعارضة و ضعف خطابها و تفاعلها مع قضايا الوطن و المواطن ، و ضعف المؤسسات المنتخبة من خلال مكونها البشري ، خصوصا البرلمان الذي يعيش على وقع ضعف لافت كنتاج لإختيارات الاحزاب في تزكية مرشحين بحسابات العلاقة الجذرية بين المقاعد و المال دون تفكير في المآل ... هنا إصلاح الحياة السياسية و تفعيل القانون التنظيمي للأحزاب السياسية و إدخال تعديلات عليه لتجاوز ثغراته يشكل ضرورة وطنية قبل استحقاقات 2026.
3- زلات الحكومة و خطيئة تضارب المصالح اللصيقة بها، و ضعف عمل كثير من الوزراء فيها و عدم قدرتهم على إبراز ما يقومونه به في قطاعاتهم الحكومية و انشغال بعضهم في الاعداد للانتخابات المقبلة من جهة ، و الضعف الكبير الذي يسم قدرتها على التواصل و الدفاع عن مشاريعها و تنزيل برنامجها كما لو أنها حكومة خرساء من جهة أخرى ، و إسهال بعض مكوناتها في اللجوء للقضاء لمواجهة بعض منتقديها دون حس سياسي في علاقة بصورة المغرب و مساره الحقوقي من جهة ثالثة .. كل ذلك يساهم في اتساع دائرة الشك و إعطاء الفرص سانحة للخطابات العدمية ، و بالتالي المس بركن أساسي في مسار البناء متمثلا في الإنخراط الواعي و الجماعي في مجمل الاصلاحات المراد بها تحقيق مصلحة الوطن و المواطن. و هنا يجب على الحكومة فك عقدة لسانها و البحث عن مداخل الاقناع الذي،لا يمكن أن يتم من قبل من لا مصداقية لهم.
4- ضعف ، بل و بؤس ، الإعلام الرسمي في تناوله لقضايا الوطن و المواطن ، و عدم قدرة البرامج الحوارية على استقطاب المشاهدين و المتتبعين ، لا سيما في ظل استضافة نفس الأوجه لأزيد من عقدين من الزمن ، خصوصا بعض القيادات الحزبية الفاقدة للمصداقية لدى الرأي العام الوطني ، بالشكل الذي تتم معه الهجرة تلقائيا صوب عدد من قنوات اليوتوب ... هنا وجب ان تلتقط قنواتنا العمومية ما يجب من رسائل الواقع ، و أن تتفاعل معها من خلال الانفتاح على طاقات مجتمعية مختلفة ، بعيدا عن منطق الكوطا المخصصة لكل حزب و ترك المجال لتحديد من يحضر من قبل قيادته لأن ذلك أحد أهم أسباب ضعف البرامج الحوارية السياسية بها.
هي وجهة نظر ، في سياق تفاعل ضروري ما ما نعيشه في مغرب اليوم ... تفاعل بعد قراءة لتدوينة / رد فعل عصبي، لصحفي تجاوز حدود العقل في جنون النفخ في الذات، بحثا لربما عن مجد مفترض وراء قضبان السجن ، أو بحثا عن إستفزاز من نوع آخر لمن يهمه الأمر في سلطة القرار ، بوضعه بين سندان صورة الوطن و مطرقة تطبيق القانون . رد فعل لا شك ستتبعه ردود أفعال من هذا و ذاك في دائرة من الحقد الذي لا شك لا مصلحة فيه للوطن و المواطن ، و إن كنت أعتبر ذلك دائما ، و بإيمان تام ، أن للوطن خطوط حمراء لا يحق لأي كان تجاوزها.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.