لا أحد يختلف على أن ما تعيشه جامعة مولاي إسماعيل في الأسابيع القليلة الماضية لا يعدو أن يكون بتدبير فاعل، وتخطيط مخطط، كما لا أحد يمكنه أن يشكك في حسن نية رئيس الجامعة وقلة نية وخبرة بعض أفراد دائرته الضيقة، التي تُفتي عليه من القرارات ما قد يؤدي بالجامعة إلى الإفلاس، وبالإسقاط على بعض الأمثلة الموروثة في ثقافتنا الشعبية، سنجد أن "عويشة" في علاقتها مع "الغرارين"، تمثل أحسن تجسيد لما يقع داخل دهاليز جامعة مولاي إسماعيل، خصوصا لما أحاط بها الغرارون وأفسدوا عليها معيشتها، بائعين لها الحنطل في شكل عسل مصفَّى، فزينوا لها الباطل، واتهموا عندها الحق بأنه أصل كل الشرور.
“غرارين عويشة.. ها عويشة تطلقات!“.. وهو مثل مغربي دال وعميق، لا يتوانى المغاربة عن إشهاره كلما تعلق الأمر بتوريط بعضهم للبعض في بعض المطبات المحرجة في سياقات مختلفة. ويروى، والعهدة على الراوي.. والرواة، أن المثل يرتبط بامرأة مغربية تدعى “عويشة”، كتصغير لاسم “عايشة”، النطق المحلي البديع للإسم العربي “عائشة”. فقد عاشت “عويشة” ذات زمن في مكان من أمكنة هذا الوطن الرائع، في قبيلة تدعى "ولاد يعيش". وكانت امرأة جميلة ورزينة وعفيفة و”درويشة”، ارتبطت برجل فقير مثلها يدعى “شعيبة”، وقاسمته كفافه وعفافه عن طيب خاطر، بل، وكانت له خير معين على قساوة الدنيا ومطبَّاتها.. راضية بما قسم وكيف قسم، حتى قدر الله مقاديره ويسر أمره وجعل من "عويشة" سيدة القوم وقائد القبيلة، فعمت السكينة قبيلة "ولاد يعيش" وذهبوا يزفون لبعضهم البعض ما استقر في أذهانهم من خبر.
ولأن قبيلة “ولاد يعيش” مليئة بالجبايهية من الغرارين أو “الغرارة”، فإنهم لم يتركوا “عويشة” على حالها.. راضية بالنصيب، محكِّمة للحق والعقل في النوازل، بل أصروا على التغرير بها كلما لاحت لهم صباح مساء. فصاروا لا يتركون الفرصة تمر دون تذكيرها بأنها “لالة عويشة” سيدة القبيلة ذات الجمال الضائع… مجتهدين في رمي مسامعها بعبارات الإطراء والمديح حول جمالها ومحاسنها.. بين “الطولة” الممشوقة، و”التجريدة” المنمقة، والأيادي الرطبة، والعيون السوداء الجميلة، والقرارات السديدة.. والتي لم يعد لها مقام بين العوام من الناس ومنهم "شعبية"، في الوقت الذي يتمنى مجالستها عظماء القبيلة ورموز فسادها ك”الجويليلي” مول “الكانتينة”، و”عزوز” حفار لبيار، و”صويلح” مول “الغاسول” الذي يزاول أيضا مهنة البناء..
ونظرا لطبيعتها الإنسانية، وحسها المُلهف، فقد استولى الغرور على لالة “عويشة”. وتمكن منها سحر “الغرارين”، وخصوصا الغرار الأكبر، الذي اتخذت منه ناصحا وأمينا على سرها، فتنامت في نفسها الأمارة رغبة جامحة بالتخلص من حياة الإستقامة والكفاف والعفاف رفقة صلحاء القوم الذين لم تجني معهم من مطامع الدنيا إلا الفُتات، نحو حياة المجن والنجومية، بنعيم كرماء القبيلة ومنحرفيها، فكان أول ما اتخذته من قرار، وهو ترقية كل من “الجويليلي” و “عزوز” و “صويلح” إلى مناصب السيادة داخل القبيلة، فالأول منحته المكلف بالجباية والخراج، والثاني كلفته مهمة تدبير شؤون القصر، أما الثالث وهو أشرهم، فأعطته مسؤولية تدبير مالية القبيلة.. فازداد الصدام بينها وبين باقي أفراد القبيلة البسطاء، الذين أصبحت تنظر إليهم نظرة قصور واستعلاء، ولم تعد تهتدي لقرارت مجلس الشورى الذي يعتبر صمام أمان القبيلة، بل وأصبحت تعتبره مجرد تجمع للحمقى الذين يحسدونها ويريدون بها سوءا. فتحولت حياة القبيلة إلى جحيم يومي لا يطاق. لم يجد معه “شعيبة” المغبون ومن هم على شاكلته، غير تحقيق رغبتها الدفينة، بتطليقها وتسريحها بإحسان. ليذهب كل منهما إلى حال سبيله. فراحت “عويشة” فرحة سعيدة، تسابق الزمن كي تتخلص من عدة الأربعين، فتدخل عالم الرغد الموعود. لكن المسكينة، وما ان اكتملت عدتها، حتى جاءها الخبر اليقين، وهو تخليصها من حمل المسؤولية وأعباءها، والإطاحة بها من على رأس قبيلة "ولاد يعيش"، نظر لتكرار أخطائها وقرارتها الطغيانية المجانبة للصواب، التي كان الغرارون يهمسون لها بها في أذنها. وبعدها، لم تعد تلتق "عويشة" أحدا من “الغرارة” الذين كانوا يجالسونها صباح مساء، وكانوا يظلوا مرابطون على طول الزقاق المؤدي إلى مسكنها، ودأبوا على تلقينها محاسن الحياة ومبادئ الثورة على أوضاعها المزرية مع “شعيبة” زوجها السابق ومجلس الشورى وباقي دراويش القبيلة. ولم يعد يسأل عنها أحد من الكرماء الذين لطالما داعبت سخاءهم بمخيلتها.. وهي بين أحضان “شعيبة”، ذلك الوقور الذي كان ينصحها بالعشي والإبكار. فاكتشفت مع مرور الوقت، أن الجميع تبرأ من حالها، وتركوها تواجه واقعها. فلا هي أصبحت الحرم المصون “للجويليلي” أو “عزوز” أو “صويلح”، ولا هي بقيت مستورة الحال في كنف “شعيبة” الوقور، وبعد انتفاء بضعة أيام، حتى أمر قاضي القضاة باستدعاءها إلى مجلسه، فوجدت ببلاطه كل من “الجويليلي” و “عزوز” و “صويلح” يجلسون جنبا إلى جنب بحضرة القاضي، مدلين بشهادات ضدها، مدعين أن "عويشة" ساءت التدبير، ولا تصلح لتولي شؤون قبيلة "ولاد يعيش". فتأكد لعويشة أن “الغرارة” مجرد “رهوط” بلا ملة ولا رحمة ولا شفقة.. يزيِّنون ليها “البيعة والشرية” حتى ضيعت الفضل و”راس المال”، وضيعت قبيلة "ولاد يعيش"، ومني حصلت "عويشة" كما حصل سلفها قائد القبيلة السابق، تصوروا لها في صورة الشيطان، وتبرؤوا من واقعها ومن واقع الحال، قائلين فيها ما لم يقله جرير في الفرزدق..
أي إسقاط لأي واقع جامعي بمكناس على شخصيات "عويشة" و "شعيبة" وقبيلة "ولاد يعيش" و “الجويليلي” و “عزوز” و “صويلح”، فهو اسقاط شخصي، يتحمل مسؤوليته القارئ.
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب.
اللهم إني قد بلغت.
محمد حاتم - عضو مجلس جامعة مولاي اسماعيل بمكناس
حقيقة لا يختلف عنها أثنين.
يجب على عائشة نقديم اعتدار لعدم قضرتها تسيير الجامعة وترحل.
يعتبر الفساد من أبرز القضايا التي تواجه المؤسسات التعليمية والجامعات في العالم، ولا يُستثنى من ذلك جامعة مولاي إسماعيل. عندما تولى الرئيس الجديد منصبه، كانت نيته واضحة: القضاء على الفساد المستشري داخل الجامعة. ولكن، كما يقول المثل المغربي: “اللي بغا العسل يصبر لقريص النحل”.
واجه الرئيس الجديد تحديات كبيرة من قبل رؤساء مؤسسات الجامعة الذين تم تعيينهم في فترة الرئيس السابق، المعروف بفساده. هؤلاء المسؤولون لم يتقبلوا محاولات الإصلاح بسهولة، بل بدأوا في زرع الفتنة وتأجيج النزاعات داخل الجامعة. هذا الوضع يعبر عنه المثل المغربي: “الطريق طويلة وزين الصنعة ف الحين”.
حاول الرئيس الجديد بكل ما أوتي من قوة أن يحقق الشفافية والنزاهة داخل الجامعة. ولكن، كما يقول المثل المغربي: “اللي عنده باب واحد الله يسدو عليه”. كان للرئيس الجديد باب واحد مفتوح، هو الإصلاح، ولكن خصومه حاولوا مرارًا وتكرارًا إغلاقه عليه بزرع الفتنة والبلبلة.
للقضاء على الفساد، من الضروري عزل رؤساء المؤسسات واستبدالهم بأشخاص نزهاء واكفاء. وكما يقول المثل المغربي: “ما يداوي الراس غير اللي ضربو”. فإن لم يتخذ الرئيس الجديد هذه الخطوة الجريئة، فلن يجدي نفعًا في تحقيق الإصلاحات المطلوبة.
من خلال جهوده المستمرة، يبرز مثل آخر: “الما دافي ما كيغسلش النعناع”. أي أنه من الضروري اتخاذ إجراءات جريئة وشجاعة لتحقيق التغيير الحقيقي. الرئيس الجديد واجه مقاومة شرسة، لكنه كان مصممًا على تحقيق هدفه النبيل.
في النهاية، يمثل هذا الصراع داخل جامعة مولاي إسماعيل نموذجًا للتحديات التي تواجه القادة الذين يسعون إلى إصلاح المؤسسات الموبوءة بالفساد. وكما يقول المثل المغربي: “الصبر مفتاح الفرج”، فإن الأمل في تحقيق التغيير يتطلب صبرًا وعزيمة لا تلين.
كون كان الخوخ اداوي كون داوا راسو. هو رجل ضالم لنفسه. وعبتي جل قرراته عشوائية. تصرفاته جعلته منبودا من جل اعضاء المجالس واساتذة الجامعة. رجل بعيد كل البعد لتحمل تسيير الجامعة. الوزير ومحيطه يعلمون ذلك لكن الغالب الله. رجل مريض حليقي لاغير. يستوجب اعفائه من رئاسة الجامعة كما اعفية اعويشة..
عايشة طماعة دورات بها الكدابة حتى صبحات منبودة وسط قومها. الله اعفوا.
للاسف حتى واحد معندو الشجاعة ويقول الحقيقة كما هي. العيب ليس فالرئيس، فهو نموذج للانسان الذي يسعى للنجاح والتميز. ولكن مكاينش معامن! اولا تتم محاربته من طرف الخماج ديال الرئيس القديم بما في ذلك ثلاثة من ورثة الرئيس السابق المعروف بفساده وتواطؤه مع عميدين ومدير مدرسة عليا “طابخينها مجموعين” شي شفار شي نصاب شي معندو شخصية. من جهة أخرى، أخطأ الرئيس الحالي بتعيينه لبعض الأشخاص في “تشكيلته” … لا سيما بتعيينه نائبا له ينتمي للمدرسة جارة الرئاسة، والمعروف بالانتهازية والانانية وقلة الخبرة. للتحقق مقولة : تحزم بالقرعة والفقوس ومشا يقطع الواد. السيد الرئيس نوض نفض الغبرة وحل عينيك وشوف شكون داير بيك راك غادي تليها خايبة. ولي فرط يكرط.