جمعيات المجتمع المدني مطالبة هي أيضا بتجديد نخبها

خلال الخطاب الملكي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس  بمناسبة الذكرى 19 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين ،افتتح جلالته نص الخطاب الملكي بالإشارة إلى  نعمة الوحدة والتلاحم التي من الله بها على المغرب ، مشيرا إلى أن العهد بين ملوك هذا الوطن وأبنائه ، مكن من تحقيق العديد من المكاسب والمنجزات التي نعتز بها في ظل الوحدة والأمن والإستقرار .

ضمن هذا الإطار ، وبعد الإشادة بالمجهوذات التي تقوم بها الأحزاب من أجل النهوض بدورها ، دعا جلالته الأحزاب إلى العمل على استقطاب نخب جديدة، وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي، لأن أبناء اليوم، هم الذين يعرفون مشاكل ومتطلبات اليوم.

ولم يقتصر خطاب جلالة الملك على دعوة الأحزاب إلى تجديد نخبها ، بل طالبها أيضا بالعمل على تجديد أساليب وآليات اشتغالها .

إنها رسالة قوية وواضحة وضوح الشمس موجهة لمختلف الهيئات السياسية والأحزاب السياسية مباشرة من أجل العمل على إعادة هيكلة نفسها وتجديد أساليبها ونخبها بما يتلائم ومتطلبات المواطنين والتجاوب المستمر مع مطالبهم .

 

وهي الرسالة الموجهة في نفس الوقت إلى جمعيات المجتمع المدني للإقتداء بالتوجيهات الملكية عبر تجديد  أساليب وآليات اشتغالها ، تتلائم والتطورات الجديدة التي تشهدها بلادنا في إطار العهد الجديد ، لما لها من دور بارز ومهم في توعية المجتمع ،إلى جانب  العمل على استقطاب نخب جديدة وتعبئة الشباب للإنخراط في العمل الجمعوي وتشجيعه  لتسلم مشعل القيادة في العمل الجمعوي عوض احتكاره من طرف نخبة معينة لمدة سنين خلت ،وهو مطلب أصبحت تفرضه اليوم التطورات التي يعرفها المجتمع وضرورة التفاعل معها لفائدة مصلحة الوطن و المواطنين .

إن ما تعرفه الجمعيات اليوم والتي تعد بالألاف ، من فوضى وتسيب وانعدام المسؤولية والمراقبة ،بحكم تواجد العديد منها في الأوراق فحسب أو ما يطلق عليها بالجمعيات الشبح ، أصبحت مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتجديد نخبها وأساليب عملها  في إطار من الشفافية والمصداقية ، بل الأكثر من هذا ، فهي مطالبة بالتخلي عن أنانيتها لمصلحة الشباب  ، لأن العمل الجمعوي والأنانية شيئان لايلتقيان