كشفت دار الأوبرا المصرية، الأسبوع المنصرم، عن تفاصيل الدورة الثالثة والثلاثين من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، المقرر تنظيمه في الفترة ما بين 16 و25 أكتوبر المقبل، بمشاركة فنانين وباحثين من 15 دولة عربية وأجنبية.
وأعلن المنظمون، خلال ندوة صحافية بالقاهرة، عن تكريم أسماء بارزة أثرت الساحة الموسيقية العربية، من بينها الفنانة المغربية الراحلة نعيمة سميح، اعترافاً بمسيرتها الفنية الطويلة التي بصمت ذاكرة الطرب المغربي والعربي على حد سواء.
وأكد مسؤولو المهرجان أن “سيدة الطرب” نعيمة سميح تعد واحدة من أهم الأصوات المغربية في النصف الثاني من القرن العشرين، مبرزين أن أغانيها حققت انتشاراً واسعاً بفضل صوتها العذب وإحساسها الصادق الذي لامس أجيالاً من المستمعين.
لكن، وفي خضم هذه الأجواء الاحتفالية، خرج نجل الفنانة الراحلة بتصريح مؤثر أوضح فيه سبب رفضه المشاركة في هذا التكريم الكبير. وقال في تدوينة نشرها عبر حسابه على تطبيق الفايسبوك جاء فيها:”أحب أن أتوجه بالشكر لكل من فكّر أو تواصل معي من أجل تنظيم حفل تكريم لوالدتي الفنانة الكبيرة نعيمة سميح. هذا الاهتمام فخر واعتزاز لي ولعائلتي، لكنه في الوقت نفسه مؤلم، فأنا لست مستعداً نفسياً لهذه الخطوة، لأن فقدانأمي ما زال جرحاً مفتوحاً في قلبي”.
وأضاف أن المبادرة التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، ومعها مشاعر المحبة التي عبر عنها فنانون وإعلاميون من دول عربية عدة مثل الكويت وتونس والإمارات والسعودية، إضافة إلى دول أوروبية، هي مبادرة نبيلة تحمل تقديراً لا يُقدَّر بثمن، إلا أن ألم الفقد ما يزال حاضراً بقوة.
ويكشف هذا الموقف الإنساني عن حجم المكانة التي احتلتها نعيمة سميح في قلب ابنها، تماماً كما احتلت موقعاً بارزاً في وجدان الجمهور المغربي والعربي، الذي ما زال يردد أغانيها الخالدة مثل جريت وجاريت وأملي فيك كبير.
يُشار إلى أن دورة هذا العام من مهرجان الموسيقى العربية ستكرم أيضاً أسماء أخرى من بينها المطرب المصري محمد الحلو، والفنانة آمال ماهر، إلى جانب الشاعر السوداني الهادي آدم، والموسيقار جلال فودة، على أن يتواصل البرنامج بعروض موسيقية وغنائية يحييها أكثر من 80 فناناً من العالم العربي