إيمان بطمة تُعيد تقديم “رجاوي فلس-طيني” بصيغة غنائية تحمل بُعداً إنسانياً وفنياً

في خطوة فنية لافتة، أعادت الفنانة المغربية إيمان بطمة أداء الهتاف الشهير “رجاوي فلسطيني”، الذي انطلق من مدرجات جماهير نادي الرجاء البيضاوي قبل سنوات، ليصبح رمزاً شعبياً للتضامن مع القضية الفلسطينية في المغرب والعالم العربي.

لم تكتف إيمان بطمة بنقل الهتاف كما هو، بل قدّمته بصوتها بأسلوب غنائي خاص، حافظ على طابعه الجماهيري، وأضاف إليه شحنة وجدانية واضحة. اختيارها لهذا العمل جاء في لحظة تتجدد فيها مشاهد الألم الفلسطيني، ما منح الأداء بُعداً إنسانياً يتجاوز حدود الفن إلى الفعل الرمزي والموقف العاطفي.

ويُعتبر “رجاوي فلسطيني” من أبرز الهتافات التي رسخت في الذاكرة الجمعية، إذ شكّل منذ ظهوره لحظة فارقة جمعت بين كرة القدم، والفن، والانتماء لقضية. إيمان بطمة، التي راكمت تجربة فنية من خلال مشاركات متنوعة داخل المغرب وخارجه، أبرزها حفلات بتركيا وطنجة، ومشاركتها في مناسبات فنية مثل القفطان المغربي وحفل الفنانة دنيا بطمة، اختارت هذه المرة أن تضع صوتها في خدمة تعبير وجداني مشترك.

ما ميّز أداء إيمان في هذا العمل هو الابتعاد عن الاستعراض الصوتي، والتركيز على الإحساس والصدق الفني. فقد جاء صوتها متواضعاً في الشكل، عميقاً في المضمون، مما يعكس نضجاً فنياً ووعياً بدور الفن في التعبير عن القضايا الإنسانية.

وتُعد هذه المبادرة من إيمان بطمة استعادة لصوت الشارع وتحويله إلى منتج فني قابل للتداول على نطاق أوسع، حيث يصل إلى جمهور الفن، لا جمهور الملاعب فقط. وبهذا، تُعيد الفنانة الاعتبار للأغنية الملتزمة كأداة تأثير ووسيلة لتجديد الوعي الجماعي.

من خلال هذا العمل، تؤكد إيمان بطمة مجدداً أنها فنانة تحمل رؤيتها الخاصة، وتوظف موهبتها في التعبير عن مواقف تتقاطع مع مشاعر الناس وقضاياهم، في توازن دقيق بين البُعد الشخصي والبُعد الجمعي.