أشرفت سنة 2024 على الرحيل، ورحلت معها أسماء بارزة في المشهد الفني المغربي، شخصيات طبعت الساحة الفنية بإبداعات ستظل راسخة في ذاكرة الجمهور، غادرت إلى دار البقاء مخلفة إرثا فنيا كبيرا، رحيلهم عن الحياة لم يغيبهم من التاريخ فقد تركوا بصمة مميزة في مسارهم، بصمة ملهمة للأجيال القادمة
غيب الموت الفنان الكوميدي مصطفى دا سوكين، رائد الكوميديا بالمغرب، بعد أن طبع اسمه بجدارة في مجال الفكاهة لسنوات طويلة.
بدأ الداسوكين ابن مدينة الدار البيضاء وهو من مواليد 1942، مسيرته في الفن إلى جانب الراحل الطيب الصديقي، وكان عضوا في الفرقة المسرحية “الأخوة العربية” التي أسسها عبد العظيم الشناوي.
عرف بأدواره التي قربته من المشاهد المغربي واشتهر أكثر لدى المغاربة من خلال الثنائي الذي شكله رفقة صديقه الراحل مصطفى الزعري.
مصطفى الزعري هو الآخر وبعد معاناة مع المرض، سلم النفس لبارئها في 3 دجنبر 2024. وهو الذي لا يذكر لدى الجمهور المغربي إلا ويذكر معه داسوكين من خلال الثنائي الذي شكلاه باسم “الداسوكين والزعري”.
ويعتبر الراحل من جيل الرواد، إذ بدأ مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي، ويعد أحد رجالات المسرح والتلفزة والسينما في المغرب، حيث عرف بأدواره الكوميدية وأعماله الفنية المتميزة.
واشتغل الراحل فوق الخشبة ومن ورائها من ديكور وملابس وماكياج وإنارة، ومن بين أعماله المسرحية “بنت الزاز” و”الجيلالي طرافولتا” و “حلوف كرموس” و”دابا تجي دابا”.
ومن الأسماء البارزة الراحلة أيضا عن الساحة الفنية، نعيمة المشرقي، التي تعد من الوجوه المسرحية والسينمائية البارزة، حيث أبانت عن موهبة متميزة من خلال مجموعة من الأعمال في المسرح مع أشهر الفرق الوطنية كفرقة المعمورة، وبساتين، وفرقة الإذاعة والتلفزة المغربية.
كما سطع نجم الراحلة في مجال التلفزيون، حيث قامت بأداء أدوار رئيسة في عدد من المسلسلات من بينها سلسلة “عائلة رام دام”.
وفي مجال السينما شاركت الراحلة في حوالي 20 فيلما مطولا مغربيا وأجنبيا، فضلا عن العديد من الأفلام القصيرة والمطولة المغربية مثل “عرس الدم”، و”لالة حبي”، و”معركة الملوك الثلاثة”.
وخاضت الراحلة نعيمة المشرقي أيضا تجربة فريدة في التنشيط التلفزيوني حيث قدمت ما بين سنتي 2000 و2004 البرنامج التعليمي والتثقيفي “ألف لام” على القناة الأولى الذي كان مخصصا لمحاربة الأمية. وكانت الراحلة أيضا سفيرة للنوايا الحسنة لدى اليونسيف.
محمد الخلفي، انضم إلى زملائه في الميدان ورحل عن عالم الفن بعد معاناة مع المرض، وخلف الراحل رصيدا فنيا ضخما على مستوى المسرح والتلفزيون والسينما، بوأه مكانة خاصة لدى الجمهور المغربي.
وكان الفقيد قد باشر مساره الفني سنة 1957 ضمن مسرح الهواة رفقة أعلام من قبيل الطيب الصديقي وأحمد الطيب العلج، قبل أن يؤسس سنة 1959 فرقة “المسرح الشعبي”، ثم فرقة “الفنانين المتحدين” حيث لمعت فيها أسماء كبيرة على غرار الراحلة ثريا جبران.
وقدم أول مسلسل تلفزيوني بعنوان “التضحية”ونال شهرة واسعة من خلال دوره كأحد أفراد عائلة بنزيزي في سلسلة “لالة فاطمة”.
توفي حميد نجاح يوم الأربعاء 28 فبراير 2024، عن عمر ناهز 75 سنة، بعدما صارع المرض لمدة طويلة وعانى في الفترة الأخيرة من حياته من وعكات صحية خطيرة.
وراكم حميد نجاح تجارب فنية عديدة منذ 1967، وكانت بداياته بالمسرح، حيث استفاد من تداريب مسرحية بالمعمورة بالرباط في 1970 ثم بفرنسا، بالإضافة إلى أدواره السينمائية منذ منتصف السبعينات وأدواره التلفزيونية المختلفة، وأشعاره وخواطره بالفرنسية ورسوماته وجدارياته الإبداعية.