الفنانة سعاد النجار: رمز المرأة المغربية الوفية لذكرى زوجها الراحل البسطاوي والداعمة لأبنائها
سعاد النجار: نموذج للأم المغربية المكافحة
ليس من الضروري أن تكون هناك مناسبة نسائية للاحتفاء بالنساء، لكننا بحاجة إلى تكريم نوع خاص منهن، أولئك اللواتي تلمس أرواحنا في كل تفاصيل حياتهن ، نساء بطيبةٍ ووفاءٍ لا يتزعزع، يسعين في الحياة لإسعاد أبنائهن وأحفادهن ، الوفاء هو سِمَتهُن، والحشمة والوقار والطيبة هي أدواتهن في مواجهة التحديات. حتى في أصعب الأوقات، تظل هذه النساء قويات، ذوات ذكاء عاطفي وحكمة تتجسد في مواقفهن ، جميعنا نحب هؤلاء الأمهات، ولا شك أن الفنانة سعاد النجار تمثل صورةً حيةً للأم المغربية المكافحة، الوفية لذكرى زوجها الراحل محمد البسطاوي.
حكمة سعاد النجار في ردها على جدل ابنها هاشم
خطوات سعاد النجار محدودة ومحسوبة، ولكن أينما حلت، تملأ الأجواء بالسعادة والبهجة بروحها البريئة وقلبها الكبير ، ولعل موقف نسبة كبيرة من المغاربة من ابنها، الفنان المعتزل هاشم البسطاوي، نابعًا من تصريحاته الغير محسوبة دون مراعاة قدسية الأم في المجتمع المغربي الذي يضع الأمهات في مكانة أعلى من أن تُخضَع للنقد التافه ، ومع ذلك، كان ردها على هذا الجدل درسًا لنا جميعًا ،فقد قالت: "هاشم، عمرك ما تخيب، أنت على الطريق الصحيح، وأنا راضية عليك، وقد ما بين السما والأرض، أعطيتك رضاي، وأنت وأشقائك في قلبي إلى يوم القيامة." كلماتها كانت دعوةً نابعة من قلب صادق، تجسد الخير والطيبة، وتجعلنا ندرك أن الكلام الطيب يصل إلى القلوب بسهولة ومهما كان تظل الأم هي نفسها في كل مكان و زمان بنفس التفاصيل الدقيقة التي تميزها عبر العصور .
ومن ميزات الفنانة سعاد النجار أنها في كل مناسبة، لا تتوانى عن دعاء لابنها هاشم وتوجيه كلماتها المخلصة له، كما كان في دعاء افتتاحه لمحله الجديد للعطور، حيث قالت: "الله يكمل عليك أولدي هاشم، ويفرشك، ويغطيك بالرضى، والله يعطيك من حيث لا تحتسب، أنت وإخوتك، وليدات المسلمين، آمين ،محل هاشم بسطاوي للعطور، الله يعطرك من ريحة الجنة في الدنيا والآخرة، ولدي الحبيب."
دعم سعاد النجار لأبنائها ووفاءها لذكرى زوجها الراحل
ولكي نكون منصفين فإن الفنانة سعاد النجار دائما تتحدث عن مكانة أبنائها في قلبها عظيمة، تحبهم، تدعمهم، وتسعى بكل ما في وسعها لإسعادهم ، ومع ذلك، لا يمكن للفنانة سعاد النجار أن تخفي الجرح العميق الذي تركه فقدان رفيق دربها، الفنان محمد البسطاوي ، هذا الجرح، الذي لا تُمحيه السنوات مهما طالت، يظل حاضرًا في كل مناسبة ، ووفاء للحب الكبير الذي جمعهما قامت السيدة سعاد بتأسيس "مؤسسة محمد البسطاوي للفنون الدرامية"، التي تهدف إلى دعم الفن والثقافة في المغرب، من خلال توفير الفرص للشباب الموهوبين الطامحين في عالم الفن، كما تترأس مهرجان الراحل محمد البسطاوي، الذي كرَّم في نسخته الرابعة الفنانة نجاة الوافي.
سعاد النجار: نموذج للعطاء والاحترام
وتمثل الفنانة سعاد النجار ، مثل جميع الأمهات المغربيات، نموذجًا من العطاء بلا تمييز بين أبنائها في الحب والرعاية، دعواتها دائمًا تشمل الجميع وتُعبّر عن محبة غير مشروطة، كما تجسد ذلك في كلماتها وأدعيتهَا التي تُعتبر مثالًا للأم المسلمة المكافحة، التي ترى الله بقلبها وتقيم صلاتها في الخفاء ، وخلال كل سنواتها في الفن، كانت بعيدة عن الصراعات، وجميع من عرفها يشهد لها بالطيبة والاحترام ودائما بعيدة عن أي جدل في وسائل التواصل الاجتماعي.
رحم الله الراحل محمد البسطاوي، وأطال في عمر الفنانة القديرة سعاد النجار..
