رجالات مونديال روسيا 2018: -3-خط هجوم أسود الأطلس.

محمد الشنتوف*

بعد 20 عاما من الغياب، عاد المنتخب الوطني ليكتب التاريخ مجددا في ذاكرة المونديال من بوابة روسيا، مجد كتبته أقدام رجالات أبوا إلا أن يحفروا أسمائهم في قلوب المغاربة، بعد سلسلة من الانكسارات وخيبات الأمل، إذ أن جيلين تجرعا مرارة الإخفاقات على مختلف الواجهات لعقدين من الزمن.

في هذه السلسلة التي اخترنا لها عنوان ” رجالات المونديال ” على “بلبريس”، سنسلط الضوء على مختلف الفعاليات التي حققت هذا الإنجاز الذي أسعد قلوب المغاربة، وسنتعرف عليهم أكثر، وبطريقتنا الخاصة سنشجع منتخبنا من أجل تحقيق نتيجة إيجابية في المونديال القادم، “لأن المستحيل، ما كان ولن يكون مغربي أبدا".

تعرفنا في الأعداء الماضية " على مسيرة اللاعب المتألق " المهدي بن عطية وعلى خط ذفاع المنتخب الوطني، واليوم سنتحدث عن الجهة المقابلة، يتعلق الأمر بهجوم المنتخب الوطني الذي يضم كلا من، نور الدين أمرابط الذي يلغب في صفوف ليغانيس، وخالد بوطيب الذي يلعب في فريق ملطية سبور، حكيم زياش المحترف في صفوف أياكس أمستردام، وعزيز بوحدوز المتألق في صفوف سانت باولي، وأيوب الكعبي الممثل للبطولة الوطنية المتميز في صفوف نهضة بركان، ويوسف النصيري الذي يستأسد في صفوف نادي مالاغا الاسباني.

نور الدين أمرابط :

لاعب عرف بخفة دمه وبجملة شهيرة قالها في أحد تصريحاته الإعلامية " أي فرقة يجي بسم الله"، لغته العربية المرتبكة من بين الأسباب التي جعلته يخطف قلوب المغاربة، لاسيما أنه إلى جانب خفة دمه يمتاز بالخفة واللعب المهاري في الميدان، ولد في 31 مارس 1987، يحمل الجنسيتين الهولندية والمغربية، ينحدر أصلحه من مدينة الناظور بشمال المملكة المغربية.

بدأ مسيرته الكروية في قسم الهواة الهولندي قبل أن يكتشفه فريق أياكس أمستردام الذي لم يجد فيه ضالته ليعود مجددا إلى الهواة من بوابة فريق زاودفوخلس في مدينة هاوزن، ومنه انتقل إلى فريق آخر في قسم الهواة  اسمه أس في هاوزن الذي تمكن فيه من إظهار مواهبه مع فئة الصغار فقناع المدرب لإلحاقه بالفريق الأول لأس في هاوزن، وانتقل بعد ذلك لعدة فرق أخرى من أبرزها فريق اس في أيندهوفن  الذي لعب معه دوري الأبطال، و العملاق التركي كلاتا ساراي الذي فاز معه بعدة ألقاب، و فريق ليجانيس الذي لا زال يلعب لصالحه لحدود كتابة هاته الأسطر.

وكانت حياة امرابط الرياضية والخاصة صعبة، حيث مر من طريق شاق، فبعد تخلي أياكس أمستردام عن خدماته وهو لا ا زال طفلا لأسباب مرضية، فكر أمرابط في دراسة القانون والاقتصاد ثم عمل كمنظف للأواني وأرضية أحد المدارس قبل أن يكتشفه فريق أومنيوورلد الذي عبد له طريق المرور إلى أيندهوفن حسب حوار صحفي أجراه مع موقع " الفيافا.كوم"

وعبر نور الدين أمرابط عن سعادته بالمسيرة التي قطعها في حياته، من لاعب يلعب في الهواة إلى لاعب يلعب في دوري أبطال أوروبا، ثم لاعب يلعب في التشكيلة الرسمية للمنتخب الوطني في كأس العالم، مؤكدا أنه حلم جميل من الرائع بما كان أن يستمر رفقة لاعبي المنتخب في التحليق به في سماء المونديال بعد 20 عاما من الغياب

خالد بوطيب:

ليس صدفة أن يكون المرابط عنوان للصمود والكفاح، وأن يكون بوطيب عنوانا أيضا للمغامرة و الإصرار كما سنرى، ببساطة لأنهم أسود في الميدان، و أسود في كون مسيرتهم عبرة لكل إنسان.

بوطيب، اللاعب الذي لم يتلقى أبجديات كرة القدم في الأكاديميات الرياضية، اللاعب الذي كان قبل سن الخمس والعشرين من حياته يمضي بقطار مستقبله نحو اتجاه مغاير، اتجاه العلم و المعرفة والتحصيل الدراسي، كان تلميذا مجدا حصل على 20 في نقطة الباكلوريا،  وبعد حصوله على الاجازة في الفيزياء قرر ترك المختبرات العلمية والاتجاه صوب مختبرات المستديرة، ليبصم على بداية مختلفة تلتها مسيرة متميزة رفقة فريقه التركي ملطية سبور، بعد مسيرة بالدوري الفرسي في عدة أندية من أبرزها نادي استاسبورغ،  ناهيك عن أدائه المتميز في المنتخب الوطني، خاصة في تلك المباراة التاريخية أمام الجابون، مباراة دخل فيها التاريخ من أوسع أبوابه، بتسجيله الهاترك الذي ساهم في تعبيد الطريق نحو مونديال روسيا.

روعة مسيرته أنستنا إخباركم بتاريخ ميلاده، وفي لحظة الذكرى والتذكر يخبرنا التاريخ بلغة التأريخ أن اللاعب بوطيب ولد في 24 أبريل 1987، هو مهاجم صريح و رأس حربة في تشكيلة المنتخب الوطني، يحمل الجنسيتين الفرنسية و المغربية، لكنه اختار مند البداية حمل القمصي الوطني على أكتافه و تحمل مسؤولية قيادة الهجوم المغربي نحو التألق في مناسبات عدة، رغم تلقيه لمجموعة من الانتقادات من طرف بعض فئات الجمهور المغربي، إلا أن اللاعب واصل طريقه نحو التألق، بداية من أول لقاء كان أمام الرأس الأخضر دخل فيه بديلا في إطار التصفيات الأممية لكأس إفريقيا 2017 باالغابون.

حكيم زياش :

تختلف تصنيفات علماء كرة القدم في تحديد مركز اللاعب حكيم زياش، هناك من يعتبره وسط ميدان هجومي، في حين يعتبره آخرون مهاجم صريح و صانع ألعاب، لكن ما لا يختلف عليه الجميع أن اللاعب حكيم زياش مهاجم قناص قل نظيره على المستوى الافريقي باعتراف خبراء المستديرة، ناهيك على أنه معشوق الجماهير المغربية التي استغربت وانتقدت قرار ابعاده من منافسات كأس افريقيا بالغابون وطالبت بإعادته بعد انتهاء المنافسة، وهو ما حدث بعد لقاء الصلح التاريخي  بفرنسا بين المدرب هيرفي رونار والمهاجم حكيم زياش، وفي إطار اعلاء مصلحة الوطن تدخل رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي القجع لحل الخلاف بين ربان سفينة الأسود والمهاجم القناص حكيم زياش.

ولد اللاعب حكيم زياش في 19 مارس 1993 بالديار الهولاندية، يحمل الجنسيتين المغربية والهولندية، وكان اختياره لحمل القميص الوطني مدعاة للهجوم عليه  والسخرية منه خاصة وأنه سبق وحمل القميص الهولندي تحت سن العشرين، ووصفه المدرب ماركو فان باستن " تالذي كان يدير الإدارة الفنية للطواحن أن قرار زياش يؤكد أنه  لاعب غبي، ناهيك عن صافرات الاتستهجان التي كانت تطوقه من كل حدب و صوب، لكن تألقه في فريقه أياكس أمستردام جعل الجميع يرغم على رفع القبعة له و احترامه، بل و عبر الكثير من الهولنديين عن متمنياتهم بلعب زياش لصالح منتخبهم.

واعتبرت شبكة "سكاي سبورتس" أن اللاعب حكيم زياش زياش من ضمن اللاعبين اللعشرين اللذين ينتظر منهم أن يقدموا أداء جيدا في المونديال القادم، نظرا لتألقه في فريقه أياكس أمستردام و تسجيله ل9 أهداف، و صناعته ل 15 هدف، إضافة إلى حصوله على جائزة أحسن لاعب بالدوري، و كان فريق روما الإيطالي إلى جانب فريق لفربول الإنجليزي قد أبديا اهتمامهما بضم اللاعب.

عزيز بوحدوز:

يجاور اللاعب عزيز بوهدوز أقدام الماكنات الألمانية في دوري الدرجة الثانية " البونديسليغا 2" لحساب فريق سانت باولي، ازداد بمدينة بركان في 30 مارس 1987، انطلقت مسيرته الكروية في موسم 2006 مع فريق فرانكفورت، ولعب لعديد الأندية من أهمها فريق باير لفركزن 2 الذي لعب له 27 مباراة وسجل 24 هدفا، ثم فريق ساندهاوزن الذي لعب له ما يقارب 56 مباراة وسجل 18 هدفا.

و انطلقت مسيرة اللاعب بوهدوز مع المنتخب الوطني مطلع 2006، و لعب 4 مباريات سجل من خلالها هدفين فقط، بينما لعب أزيد من 14 مقابلة في فريقه الألماني و لم يسجل سوى 5 أهداف، من جهة أخرى كانت الإصابة سببا في تدبدب أدائه و تراجعه في الكثير من المناسبات، ورغم ذلك يبقى من الخيارات التي يمكن أن يعتمد عليها المدرب هيرفي رينار لقيادة خط الهجوم في المونديال.

يوسف النصيري:

يعتبر اللاعب يوسف النصيري من الاعبين الشباب الواعدين في صفوف المنتخب الوطني، تكون في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، وجاوز فريق المغرب الفاسي من باب التربص الاعدادي للاعب، لينتقل بعد ذلك في صفقة انتقال حر إلى النادي الأندلسي مالاغا الاسباني الذي قذم معه ملاردودا جديا في الآونة الأخيرة.

ولد اللاعب يوسف النصيري في 1 يونيوا 1997، مما يجعله كما ذكرنا من الشباب  الواعدين اللذين منحت لهم  الفرصة في المشاركة بالمونديال، فرصة لا تأتي كل يوم، مما يجعل اللاعب مطالب بتقديم أفضل ما لديه ليقنع فرقا أكبر للانتقال إليها وليسعد قلوب المغاربة، قلوب مما لا شك فيه أنها تتعطش لإنجاز عالمي غاب طويلا، مند انجاز 19869 ووصول المغرب إلى الدور الثاني على حساب المنتخب البرتغالي.

أيوب الكعبي:

ختام جولتنا مع مهاجمي المنتخب الوطني مسك كما يقال، فما دام حديثنا مند البداية عن الطموح والإصرار والكفاح، جاز لنا أن نعتبر اللاعب أيوب الكعبي عنوانا بارزا من عناوينا الإصرار و الكفاح و العصامية، لاعب تمكن من المرور من قسم الهواة المغربي إلى المونديال العالمي في ظرف وجيز، قد تكون فترة لعبه بملاعب كرة القدم طويلة، و قدج يكون صبره طويلا، لكن فترة بروزه كانت قصيرة، و بلغت أوجها في كأس الشأن بالمغرب، التي قاد فيها المنتخب المغربي للتتويج باللقب مسجلا في جل المباريات ما مجموعه 9أهداف كهداف تاريخي للبطولة، لاعب يجيد التمركز في مركز رأس الحربة، يجيد مراوغة دفاعات الخصم بدون كرة، و ما إن تصله الكرة حتى يثبت دائما علويا كعبه بجميع الطرق أما أغلب الحراس اللذين لعب ضدهم.

بزغت شمس حياة أيوب الكعبي في 26 يونيو 1993، وبزغت شمسه في عالم كرة القدم في الأحياء الشعبية بالدار البيضاء، ليشرق في سماء فريق الراسينغ البيضاوي كمهاجم ظهير أيسر، قاد فريقه الأم من قسم الظلمات كما يقال إلى القسم الوطني الأول، وانتقل بعد ذلك لفريق نهضة بركان، أدائه المتميز و اقتناصه لأهداف ساحرة جعلته محط اهتمام للمدرب هيرفي رونار، ممثلا عن لاعبي البطولة الوطنية في المونديال، مونديال يحمل فيه أسود الأطلس حلم شعب بأكمله، و"رجالات مونديال" من المؤكد أنهم سيقولون كلمتهم، رجالات لا زلنا سنتعرف عليهم في ما يأتي من أسطر فقرتكم " رجالات المونديال".

*صحفي متدرب