محمد الشنتوف
يستمر المكتب المسير لفريق اتحاد طنجة في نهج سياسة الآذان الصماء مع مختلف الجهات والمكونات التي تستفسر عن أسباب الخلل والحلول المقترحة، ألتراس، وجمعيات، وموقع الأنصار وصحافة محلية ووطنية، باستثناء خرجات متقطعة مع بعض المواقع لم يقدم فيها الرئيس الكثير من الأجوبة المفترض أن يقدمها كرئيس على كثير من الأسئلة، رغم ما يدور من أخبار الوضعية المتأزمة للفريق، والنتائج السلبية التي ترتبت عنها.
وكنتيجة لهذه الأزمة الخانقة داخل البيت الأزرق، أضرب اللاعبون عن التدريبات لمدة ثلاث أيام متتالية، آخرها اليوم 15 يناير 2021، والحصيلة مرشحة للارتفاع، وأكد مصدر خاص "لبلبريس" أن المكتب المسير لم يتفاعل مع هذه الإضرابات كأنها لا تعنيه، وليس هناك أي بوادر لانفراج الأزمة.
في ذات السياق، بلغنا من "مصادرنا الخاصة" أن المكتب المسير لم يدفع أجور اللاعبين لمدة تتراوح ما بين 4 إلى 5 أشهر، إضافة إلى أجور كراء الشقق، وأن لاعبين أخرين يهددون بمغادرة الفريق، واللجوء إلى فسخ عقودهم، بما يخوله لهم القانون، إذا لم يتم النظر على وجه السرعة في ملفاتهم، وهو ما أكده موقع الأنصار irt club، في آخر منشورات صفحته على الفايسبوك.
وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد منعت فريق اتحاد طنجة من تأهيل مجموعة من اللاعبين الجدد نظرا للأزمة المادية التي يعاني منها الفريق، رغم المحاولات التي قام بها المكتب المسير، ولم يستطع إقناع الجامعة بضمانات معقولة.
وخسر فريق اتحاد طنجة مجموعة من المستشهرين في هذا الموسم، وتحجج الرئيس عبد الحميد أبرشان بظروف كورونا، لكن مصادر "بلبريس " تقول، أن السبب يعود بالأساس إلى عدم ثقة المستشهرين في المكتب المسير الحالي، وتشير مصادرنا إلى أن منهم من قدم دعمه سابقا للفريق لكنه تراجع نظرا لما أسماه " بنهج الفريق لبسياسة الآذان الصماء و بالميزاجية والفردانية في التسيير وعدم الوضوح وعدم اعتماد المقاربة التشاركية لتدبير الفريق، والتسيير وفق منطق الحسابات الشخصية"، وتحكم بعض الأشخاص بعينهم في كواليس الفريق الذي يدار في بعض الأحيان "عبر مجموعة الواتساب"، وبأساليب تسييريه لا تمت للاحتراف بصلة ومن طرف أشخاص خارج المكتب المسير الرسمي للفريق.
أزمة الفريق لا تتوقف عند اللاعبين، فقد بلغنا من مصادرنا الخاصة" أن الخلية الإعلامية للفريق" تعاني الأمرين، فرغم المجهودات التي قامت بها طيلة فترة زمن كورونا، لم تتقاضى أجورا تفوق الستة أشهر إلى ثمانية أشهر، إضافة إلى أن المكتب المسير لم يسوي الوضعية القانونية لهذه الخلية الغير مسجلة في صندوق الضمان الاجتماعي والتي يشتغل بعض أعضائها تحت رحمة مزاجية بعض أعضاء المكتب المسير في الخفاء والعلن.
والجدير بالذكر إلى أن شرارة نهج سياسة الآذان الصماء وصلتنا أيضا نحن كصحافة يخول لنا القانون إمكانية التواصل مع مختلف المؤسسات الوطنية بمختلف أشكالها لتنوير الرأي العام بالأخبار الدقيقة، وفي إطار " حق المواطن في الحصول على المعلومة " كمبدأ دستوري"، بعيدا عن الإشاعات تطبيقا لأبجديات الصحافة وقوانين المجلس الوطني للصحافة، وكل ما له علاقة بأخلاقيات المهنة التي نحترمها.
و نسجل بأسف شديد في زمن الاحتراف أن المكتب المسير لا يجيب على اتصالاتنا في شخص الرئيس والكاتب العام، باستثناء اتصال وحيد أجاب فيه الكاتب العام واعتذر عن الادلاء بتصريح بسبب وفاة والدته "رحمها الله"، فأمهلناه أسبوعا من باب التفهم رغم أن "الشخصي لا يجب أن يدخل في المهني من الأساس" لكن الخط لم يجب لاحقا، أما مهمة الناطق الرسمي الذي عليه تزويد الصحافة بالأخبار الصحيحة لحماية الفريق من شبح الإشاعات فهي مهمة غير موجودة في دائرة اهتمام المكتب، وهيكلته التدبيرية في زمن الاحتراف ، أما باقي أعضاء المكتب المسير فلا نراهم إلا في الجموع العامة التي يرى بعض المشجعين و على رأسهم " ألتراس هيركوليس" والجمعيات المشجعة ومن بينها " جمعية الأزرق الطنجي"، يرو "أي الجموع العامة للفريق" مجرد مسرحيات تعيد إنتاج نفس الخطابات ولا تسمن ولا تغني من جوع.
ويتساءل الشارع الطنجاوي عن جدوى ترشح الرئيس الجديد القديم " عبد الحميد أبرشان" لولاية جديدة إذا كان بدون برنامج وبدون حلول وبدون تصور للمرحلة القادمة، وكل ما يمكنه فعله هو استنجاد بعض الجهات والمسؤولين في طنجة لإنقاذ الفريق، والحديث بلسان المشجع الطنجاوي المغلوب على أمره، مستنجدا السراب بدل تقديم رؤية استراتيجية واضحة لتدبير الأزمة، وأين هي نجاعة المكتب المسير في الاستقطاب التدبيري الدقيق لمختلف مصادر الدخل وتنويعها، وأين هي استراتيجية المكتب المسير لتدبير الأزمات؟ وكيف تعامل المكتب المسير مع الموارد المالية السابقة ؟، وكيف يمكن أن تساهم صفقة حمودان في مساعدة الفريق؟ وما هي نتائج المدة التدبيرية الطويلة التي قضاها الرئيس عبد الحميد أبرشان مع مكتبه المسير بمختلف أعضائه المعلنين وغير المعلنين ؟ ولماذا لا يكون المكتب المسير واضحا مع الرأي العام في مختلف القضايا مثل بعض مكاتب الفرق الوطنية التي تواجه العواصف وليس الاختباء وإغلاق الهواتف؟ وهل للانتخابات القادمة علاقة بانشغالات المكتب المسير وبعض أعضائه عن الاهتمام الجدي بإدارة الفريق في هذه الفترة العصيبة؟ وسنعود للبحث عن الأجوبة في مواد قادمة.
ونذكر أننا بصدد إعداد ملف متكامل عن " أزمة الفريق وتناقضاته، آماله وطموحات جماهيره" ونقاط أخرى، سيصدر قريبا، أعطينا فيه الكلمة لجميع المكونات البارزة في المشهد الرياضي الطنجاوي، ولا زلنا ننتظر كلمة المكتب المسير وعودة الروح للهواتف الخارجة عن التغطية وفتحها قبل إغلاق الملف، وسواء حدث ذلك أو لم يحدث فإن مصادرنا الخاصة زودتنا بكل ما نحتاج له لتطعيم الملف بما يفيد، وتنوير الرأي العام الوطني والطنجاوي بكل مهنية ونزاهة حول مجموعة من القضايا المهمة التي تلتهمها الاشاعات، ولا يبدل المكتب المسير مجهودا في توضيحها، وسيبقى بعد ذلك الكلمة لمن يهمهم الأمر من مسؤولين داخل مدينة طنجة للقيام بما يمكن ويجب القيام به لإنقاذ الفريق.