لعنة الدقائق الأخيرة تطارد المنتخبات العربية وتسقط نسور قرطاج

محمد الشنتوف*

تواصل النحس الزمني في مطاردة المنتخبات العربية بمونديال روسيا، فبعدما منعت الأسود من الزئير في آخر اللحظات أمام إيران، وبعدما حرم الفراعنة من كتابة تاريخ جديد في اللحظات الميتة أمام الأورغواي، قص جناح النسور فقط بعد انتهاء الوقت الأصلي، وفي الدقيقة الأولى من الدقائق المضافة قص المدفع الانجليزي هاري كاين شريط النصر، مسجلا هدفا قاتلا عن طريقة رأسية أستقبل في خضمها كرة أرسلت من ركنية أخيرة، أرسلت أحلام التونسيين ومعهم كل العرب إلى العدم.

هي 90 دقيقة للتاريخ، لعبها المنتخب التونسي، رغم عودته للدفاع، إلا أن خرجاته كانت منظمة تميزت بتبادل كروي حير الانجليز رغم باعهم الكبير في عالم المستديرة، حيث تمكن أبناء  الربان نبيل معلول من إنهاء الشوط الأول من نزالهم الافتتاحي في  مونديال روسيا متعادلين أمام الأسود الثلاث، في إطار الجولة الأولى من منافسات المجموعة السابعة التي يتصدرها المنتخب البلجيكي بعد فوزه على منتخب باناما.

وافتتح هاري كاين باب التسجيل في الدقيقة 11 واضعا كرته في شباك ملعب فولجوجراد أرينا، بعدما تابع كرة عائدة من قفازات الحارس التونسي معتز الذي تصدى ببراعة لرأسية جورستومس، وبعد دقيقتين فقط خرج الحارس معتز باكيا في الدقيقة 13،اثر تعرضه للإصابة تاركا مكانه للحارس بن مصطفى.

وعرف الشوط الأول هيجان إنجليزي على مستوى الهجمات المنظمة، أمام ارتباك دفاعي تونسي واضح، وتألق للحارسين التونسيين بن مصطفى ومعتز، خاصة عن طريق اللاعب رحيم استيرلنغ، وهاري كاين، ولينغراد الخطير، قبل أن يعلن الحكم الكولومبي رولدان عن ضربة جزاء لصالح المنتخب التونسي بعد عرقلة اللاعب كريم بن يوسف، نفدها اللاعب الفرجاني ساسي بنجاح على يسار الحارس الانجليزي في الدقيقة 31.

وبعد تعديل الكفة ازداد هيجان الانجليز أمام تألق النسور، خاصة العميد وهبي الخزري الذي أخرج كرة  انجليزية من الشباك إثر ضربة خطأ في الدقيقة 38، بل وخرجت من منطقة الخطورة بصعوبة، وبعدها مباشرة جاءت تسديدة لينغارد التي كانت خطيرة واصطدمت بالدفاع التونسي مباشرة إلى الركنية في الدقيقة 43، دقيقة فقط كانت كافية ليعود لينغارد لإرسال كرة  قبلت العارضة التونسية، قبل أن ترسل صافرة الحكم اللاعبين إلى غرفة الملابس لترتيب الأوراق، و معلنا عن نهاية شوط تاريخي للمنتخب التونسي في المونديال.

نزهة بداية الأسبوع استهلها لاعبوا المنتخبين على أرضية الملعب طوال الربع ساعة الأولى من بداية الشوط الثاني، مستعرضين لمساتهم الساحرة والطبيعية  في وسط الميدان وفي المنطقة الخلفية لكل منتخب، دون وجود لأي فرص تحمل من الخطورة إنذارا أحمرا لهذا أو ذاك، وباستثناء بعض المحاولات المحتشمة من جانب المنتخب الانجليزي، لا جديد يستحق الذكر لحدود الدقيقة التسعين، تلك الدقيقة المنحوسة على كل المنتخبات العربية التي شاركت في المونديال، فبمجرد رفع الحكم المساعد للوقت البدل الضائع، حتى ضاعت أحلام العرب في خروج التونسيين من نفق البدايات السيئة في هذا المونديال.

وعرف اللقاء تألق المدافع التونسي بن يوسف الذي اتضح من خلال تدخلاته أنه لاعب زئبقي تجده في كل حدب وصوب أمام مدفعيات ونجوم المنتخب الانجليزي، وفي الضفة الأخرى تألق هاري كاين في هجوم المنتخب الانجليزي، بعدما قص شريط الانتصار وختمه على طريقته في مشهد الختام.

ويتصدر المنتخب البلجيكي إلى جانب المنتخب الانجليزي هذه المجموعة بفارق الأهداف بعدما انتصر على  باناما بثلاثية نظيفة، بينما يقتسم المنتخبين التونسي و نظيره البانامي مرارة الركون إلى الخلف في ترتيب المجوعة، في انتظار المبارتين المتبقيتين لكل منتخب في خضم الصراع على حزر بطاقة المرور للدور 16 من منافسات مونديال الثلوج بروسيا.

شاهد بالفيديو: ملخص مباراة تونس و انجلترا

*صحفي متدرب