علمت بلبريس من مصادر محلية متعددة أن السلطات المغربية شرعت، خلال الأيام الأخيرة، في تنفيذ تعليمات صارمة تقضي بإغلاق أسواق بيع المواشي في عدد من الأقاليم، تنفيذًا للتوجيهات الملكية القاضية بعدم إقامة شعيرة ذبح الأضاحي لهذه السنة، في ظل أزمة الجفاف وتقلص القطيع الوطني.
وحسب المعطيات الحصرية التي حصلت عليها بلبريس، فقد انطلقت عمليات ميدانية بتنسيق بين مصالح وزارة الداخلية والأمن الوطني، شملت منع دخول شاحنات الأغنام إلى الأسواق، وتشديد المراقبة على مداخل المدن والبوابات الرئيسية للأسواق الأسبوعية، بالإضافة إلى حظر الأنشطة التجارية المرتبطة بعيد الأضحى، من قبيل بيع التبن والفحم وشحذ السكاكين.
وأكدت مصادرنا أن هذه الإجراءات طالت أسواقًا تقليدية معروفة، من بينها سوق سيدي احساين بطنجة، وسوق أربعاء مكناس، وسوق زايو بالناظور، ورحبة الخميس بإمغران في ورزازات، إلى جانب أسواق جماعية في كل من شفشاون، خنيفرة، أزيلال، زاكورة، أولاد تايمة، تاوريرت، وكلميم.
ووفق ما استقته بلبريس من مصادر ميدانية، فإن بعض الجماعات الترابية بادرت إلى إصدار إعلانات رسمية بشأن الإغلاق، وذلك التزامًا بالتوجيهات الملكية.
القرار جاء بعد أن وجّه الملك محمد السادس، نداءً للمغاربة، دعا فيه إلى عدم ذبح الأضاحي هذا العام، استحضارًا للتحديات المناخية والاقتصادية التي تمر بها المملكة، مؤكّدًا أن الأضحية ستُذبح نيابة عن شعبه، تأسّيًا بسنة جده المصطفى، عليه الصلاة والسلام.
وتهدف من هذه الخطوة غير المسبوقة إلى تخفيف الضغط على القطيع الوطني، الذي يشهد تراجعًا مقلقًا في أعداده، واحتواء المضاربات التي قد تمس أسعار الأغنام في ظل ظروف استثنائية.
قرار الإغلاق الذي اتُّخذ بتدرج وصرامة، يعكس انتقال الدولة من منطق تدبير العادة إلى منطق حماية الأمن الحيوي، ويضع المواطن أمام مسؤولية التضامن مع المصلحة الوطنية، في لحظة دقيقة تتطلب الانضباط والوعي الجماعي.