كشف الصحافي المعتقل سليمان الريسوني في حوار مع المحامي محمد مسعودي، عن كواليس إضرابه عن الطعام، والكيفية التي تعاملت بها ادارة السجن معه.
وحسب ما نقل المسعودي في الحوار الذي نشره على صفحته الرسمية بـ”الفايسبوك”، فقد قال الريسوني إن “قرار توقيف إضرابه عن الطعام كان استجابة لنداء عائلتي ودفاعي وكذا مئات الشخصيات والهيئات الوطنية والدولية، التي ناشدتني لإيقاف الاضراب عن الطعام، حيث علقت هذا الاضراب الذي امتد 122 يوما يوم السبت 2021/08/07”.
وأشار سليمان الريسوني، إلى أنه “اتفقت رفقة مدير السجن على أن يتم نقلي إلى مسشفى ابن رشد صباح الأربعاء المنصرم، وذلك عقب زيارة وفد من المجلس الوطني لحقوق الإنسان له رفقة البروفيسور رشيد بوطيب الذي وقف على وضعه الصحي المتدهور”.
وأوضح المتحدث ذاته، أنه في انتظار أن يتم نقله إلى المستشفى، ظل مستمرا في إضرابه عن الطعام، مؤكدا أن وضعه الصحي كان صعب بفعل الارتفاع المهول للحمى، الى غاية صباح يوم السبت 2021/08/07، مضيفا:” تم نقلي الى مستشفى ابن رشد الذي قضيت فيه يوما كاملا تحت الرعاية الطبية وبمصاحبة طبيب السجن الدكتور السامي والطبيب المركزي بمندوبية السجون والدكتور توفيق أبطال ومدير السجن الذين قضوا معي اليوم كله بالمستشفى.”
أما عن استقبال الهيئة الطبية لقرار توقيفه للإضراب عن الطعام، أكد الريسوني أن الدكتور السالمي الطبيب الرئيسي لسجن عكاشة، أوضح له خطورة وضعه الصحي بعد 122 يوما من الاضراب عن الطعام وملحاحية ايقاف الاضراب الذي وصفه بالمدمر لصحته، كما وجه رسالته لكل من يشكك في مصداقية إضرابه عن الطعام قائلا: أن” ما يهمني أنني أعاين يوميا خطورة وضعك الصحي الذي يتدهور أمامي يوما عن يوم وأنقل ذلك في تقارير الى مندوبية السجون، أما من يقول كلام آخر لاعتبارات أخرى، فأنا لا أعير كلامه أي اهتمام. وضعك الصحي خطير وليس أمامك وأمامنا إلا إيقاف الاضراب عن الطعام أو الموت.”
وأردف الريسوني في معرض حديثه قائلا: “لقد خضعت لفحوصات طبية عديدة وهناك توصيات طبية بمتابعة العلاج لدى أخصائي القلب والشرايين لمراقبة ارتفاع ضغط الدم، وكذا متابعة العلاج لدى أخصائي الاعصاب لتحديد المشكل الذي لازلت أعاني منه على مستوى رجلي اليمنى والذي يعيق حركتي، وقد حددت لي مواعيد طبية للعودة الى مستشفى ابن رشد.”
وعن تقييمه لهاته الفترة الطويلة جدا من الاضراب عن الطعام واهم الخلاصات التي يخرج بها منها سجل الريسوني، فقد قال: “عندما خضنا عمر الراضي والمعطي منجب معتقلي حراك الريف، إضرابا إنذاريا مدة 48 ساعة بمناسبة 10 دجنبر 2020 تشكلت لدي قناعة بأنني لا أملك القوة لخوض إضراب يتجاوز أسبوعا عن الطعام، وقد أسررت بهذا الامر سابقا لصديقي عمر الراضي، لكن بعد قراري خوض الاضراب المفتوح عن الطعام وجدتني أتقدم في هذا الشكل الاحتجاجي مدفوعا بقوة استمديتها من الإحساس الكبير بالظلم.”
وسجل في حديثه “أنا لم أكن أنوي لي ذراع أي جهة ولا ابتزاز أي طرف للإفراج عني، ولكني كنت أعبر بشكل عفوي عن حجم الظلم والتعسف، الذي تعرضت له ولم أكن أملك سوى جسدي وروحي للتعبير عن مدى حجم هذا الضرر الذي طالني وعائلتي وجريدتي وقيد حريتي في التعبير، ولم أكن أنشد ولا زلت سوى توفير شروط المحاكمة العادلة التي ستقودني حتما الى البراءة.”
وختتم سليمان الريسوني حديثه قائلا: “اذا كان صمودي خلال معركة الأمعاء الفارغة قد فاجئ الكثيرين، فإن حجم ونوع التضامن الذي حفني به الاف الأشخاص والمنظمات، كان مفاجئا كذلك بالنسبة لي، ولا املك غير الشكر والامتنان والتحية لرد جزء من هذا التضامن.”