ميزانية متقلبة بين الزيادات الكبيرة والتخفيضات الحادة: أرقام جهة العيون تثير الجدل
أثارت التغيرات الحادة في ميزانية مجلس جهة العيون الساقية الحمراء للسنوات 2023 و2024 و2025 جدلاً واسعاً وتساؤلات عديدة حول أسباب هذه التقلبات الكبيرة في الاعتمادات المالية لبعض الفصول.
فقد شهدت ميزانية 2025، التي تمت المصادقة عليها مؤخراً، تخفيضات دراماتيكية في العديد من البنود مقارنة بالسنوات السابقة.
على سبيل المثال، وبحسب الأخبار، انخفضت مخصصات شراء التحف والهدايا من 6.5 مليون درهم في 2024 إلى 1.5 مليون درهم فقط في 2025، بفارق 5 ملايين درهم. كما تراجعت ميزانية تنظيم المهرجانات الثقافية والترفيهية من 30 مليون درهم إلى 8 ملايين درهم فقط.
وامتدت هذه التخفيضات لتشمل مجالات أخرى، حيث انخفضت مخصصات شراء المواد المطهرة من 12 مليون درهم إلى مليون درهم فقط، وتراجعت ميزانية الدراسات العامة من 23.5 مليون درهم إلى 3 ملايين درهم. كما طالت التخفيضات الدعم المقدم للتعاونيات والجمعيات الرياضية.
هذه التخفيضات الحادة تأتي في تناقض صارخ مع الزيادات الكبيرة التي شهدتها هذه البنود في السنوات السابقة. فعلى سبيل المثال، ارتفعت مصاريف الاستقبال من مليون درهم في 2022 إلى 2.5 مليون درهم في 2023، وزادت مصاريف الإيواء والإطعام من 1.2 مليون درهم إلى 2.5 مليون درهم في نفس الفترة.
هذه التقلبات الحادة في الميزانية أثارت تساؤلات عديدة حول كيفية إدارة الموارد المالية للجهة. فبينما كانت الزيادات الكبيرة في السنوات السابقة تثير اتهامات بالتبذير، فإن التخفيضات الحادة الحالية تطرح تساؤلات حول مدى الحاجة الفعلية لتلك المبالغ الكبيرة في السابق، وكيفية إنفاقها.
يبدو أن مجلس الجهة يواجه تحدياً في تبرير هذه التغيرات الكبيرة في الميزانية، خاصة وأن بعض البنود شهدت تخفيضات تصل إلى 90% من قيمتها السابقة. هذا الوضع يستدعي مزيداً من الشفافية والتوضيح من قبل المسؤولين عن إعداد الميزانية، لتفسير أسباب هذه التقلبات الحادة وتأثيرها على الخدمات والمشاريع المقدمة للمواطنين في الجهة.
في ظل هذه التساؤلات، يبقى المواطنون في انتظار إجابات واضحة حول كيفية إدارة الموارد المالية للجهة، وضمان استخدامها بشكل فعال ومسؤول لتحقيق التنمية المستدامة في جهة العيون الساقية الحمراء.