خلفيات انقطاع الكهرباء في إسبانيا.. نشاط مريب شمال إفريقيا والمغرب خارج دائرة الشبهات

أثار انقطاع الكهرباء غير المسبوق الذي شهده جزء كبير من أوروبا الغربية، تساؤلات أمنية متزايدة، بعدما كشفت الاستخبارات الإسبانية عن رصدها “نشاطًا مكثفًا وغير طبيعي” انطلق من شمال إفريقيا قبل أيام من وقوع الحادث، مبرزة أن هذا النشاط لم يكن مصدره المغرب، فيما تتواصل التحقيقات لتحديد طبيعته وأهدافه.

ونقل موقع "إنفوباي" الإسباني عن مصادر داخل المركز الوطني للاستخبارات، أن هذا النشاط تم رصده خلال الفترة التي سبقت الانقطاع التام للكهرباء عن كامل إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا، وهو ما وصفته الأجهزة الأمنية بـ"الاستثنائي وغير المألوف".

وأكدت نفس المصادر أن من السابق لأوانه إصدار استنتاجات نهائية، مشددة على أن وحدة التشفير التابعة لجهاز الاستخبارات الوطني تعمل حاليًا على تحليل المعطيات الإلكترونية المرتبطة بالواقعة، في ظل فرضيات لا تستبعد احتمال وقوع هجوم سيبراني منسق.

في السياق ذاته، صرح رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بأن بلاده لا تملك أدلة قاطعة حتى الآن، لكنها لا تستبعد أي فرضية، مشيرًا إلى أن الحادث يُعد الأسوأ في تاريخ شبكة الكهرباء الوطنية.

وأضاف سانشيز، في تصريحات إعلامية أدلى بها أمس الاثنين، أن التيار الكهربائي بدأ يعود تدريجيًا إلى مناطق متعددة في شمال وجنوب شبه الجزيرة الإيبيرية، مشيدًا بدور الربط البيني مع فرنسا والمغرب، وموجهًا شكره للبلدين على دعمهما وتضامنهما في هذا الظرف الطارئ.

الانقطاع، الذي استثنى فقط جزر البليار والكناري، تسبب في فقدان 15 ميغاوات من الطاقة الكهربائية خلال خمس ثوان فقط، وهو ما يعادل نحو 60 في المائة من إجمالي التوزيع الكهربائي الوطني، وفق ما أوردته وسائل إعلام محلية.

وتزامنت هذه الواقعة مع تحذيرات صدرت قبل أيام قليلة عن رئيس الحكومة الإسبانية، الذي تحدّث عن تصاعد التهديدات الرقمية ضد بلاده، بسبب مواقفها السياسية من عدد من القضايا الدولية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا وتطورات الوضع في غزة.

وفيما تم استبعاد المغرب بشكل صريح من دائرة الشكوك، تُطرح علامات استفهام حول جهات إقليمية أخرى تقع في شمال إفريقيا، لا تخلو علاقاتها بمدريد من توتر صامت منذ أشهر، وكانت تقارير سابقة قد ربطتها بهجمات إلكترونية استهدفت مؤسسات حيوية في دول الجوار، في سياقات جيوسياسية مشابهة.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.