نزار بركة: الحكم الذاتي الحل الوحيد وقوة الاستقلال تتجذر بالصحراء

قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، إن لقاء السمارة يحمل صبغة خاصة لتزامنه مع وجود المبعوث الأممي في العيون، مؤكداً أن الحل الوحيد الواقعي لقضية الصحراء هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. واعتبر أن الظروف الدولية مواتية لتحقيق ذلك، مستشهداً باعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، ومواقف بريطانيا وفرنسا، ودعم غالبية دول آسيا وإفريقيا، موجهاً نداءً لسكان مخيمات تندوف للالتحاق بالمغرب حيث التنمية حق لكل المواطنين.

وأرجع بركة في كلمة مطولة ، التحول الحاصل في الملف إلى الرؤية الملكية منذ 1975، موضحاً أنه أشرف عندما ترأس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي على دراسة محورية مهدت لإطلاق النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية سنة 2015. وقال إن تمويل البرنامج ارتفع من 77 إلى 88 مليار درهم، مع إنجاز يفوق 90%، واستفادة جهة العيون الساقية الحمراء بنحو 48 مليار درهم، ومضاعفة الناتج الداخلي للأقاليم إلى قرابة 70 مليار درهم، وقفز ناتج جهة العيون من 15 إلى أكثر من 30 مليار درهم. وأضاف أن الدخل الفردي بلغ نحو 69 ألف درهم متجاوزاً المعدل الوطني، وأن نسب الفقر انخفضت إلى حدود 2.4% في الأقاليم الجنوبية، مع تسجيل حوالي 2.1% بالعيون و2.5% بالداخلة وقرابة 2.4% بالسمارة، مع حاجة طرفاية لعناية إضافية.

وعن البنية التحتية، توقف بركة عند الطريق السريع تزنيت–الداخلة بطول 1055 كلم بكلفة تتجاوز 9 مليارات درهم، ومشروع جسر واد الساقية الحمراء في العيون بكلفة تقارب 1.172 مليار درهم، وربط كهربائي بين العيون والداخلة مع قابلية تمديده نحو موريتانيا لخلق سوق طاقية إقليمية تفتح فرص تشغيل وصناعة.

وأكد أن العيون مرشحة لتكون فاعلاً في اقتصاد الهيدروجين الأخضر، مشيراً إلى حصول تحالف إسباني–ألماني على رخصة ببوجدور لإنتاج الهيدروجين الأخضر، باعتباره دليلاً على ثقة المستثمرين بالصحراء. وربط ذلك بإمكانات التصدير عبر تطوير ميناء متخصص مكمّل بعد رصيف/ميناء الأمونياك بطرفاية، والاستفادة من ميناء العيون ذي الحمولة الفوسفاطية الكبيرة لخلق فرص شغل واسعة محلياً.

وفي الصيد البحري، دعا بركة إلى توسيع ميناء العيون وتقوية أرصفة طرفاية، مؤكداً توقيع اتفاقية خلال زيارة الرئيس الفرنسي لتمويل موانئ المناطق الجنوبية وجعلها “خضراء” في التصور والتجهيز. وربط ذلك ببرامج تحلية المياه في الداخلة وبوجدور، ومحطات تحلية بكلميم وطانطان، واتفاقات مع وزارة الفلاحة لضمان الماء الصالح للشرب عبر آبار استكشافية وتوجيه جزء من الإنتاج للصناعات الغذائية وتثمين السلاسل الفلاحية.

وشدد على مطلب الساكنة بالإبقاء على تحويل السمك وتثمينه في العيون وفق الخصوصيات الجنوبية وعدم ترحيل القيمة المضافة إلى مدن أخرى، مع توسيع منظومة التسويق والخدمات البحرية في الأقاليم الجنوبية لتصبح محركاً إضافياً للنمو، إلى جانب التحول الطاقي والرقمي واللوجستي.

وختم بركة بأن التنمية لن تكتمل دون الإنسان، لذلك يُعطى الأولوية للتكوين وتمكين المرأة والشباب وتقوية الرأسمال البشري عبر مشاريع قيد الإنجاز مثل Technopark فم الواد، وكلية الطب بالعيون والمستشفى الجامعي، بما يعزز عدالة مجالية تجعل الجهات الجنوبية جسراً اقتصادياً وثقافياً نحو إفريقيا داخل إطار ديمقراطي وتنمية مندمجة يقودها استثمار خاص مدعوم ببنية تحتية عصرية.

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *