الشيات يبرز خلفيات تجنب ميلوني مجاراة تبون في ملف الصحراء

في ندوة صحافية مشتركة عُقدت أمس الأربعاء بروما، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وجود “دعم مشترك” بين الجزائر وإيطاليا للمبعوث الأممي في مساعيه لإيجاد حل سياسي “يمكّن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره”، حسب تعبيره، غير أن تصريح تبون سرعان ما أثار جدلًا واسعًا، بعدما خلت مداخلة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني من أي إشارة إلى هذا الدعم أو إلى مصطلح “تقرير المصير”.

وجاءت كلمة ميلوني، التي ألقتها باللغة الإيطالية، منصبة على العلاقات الثنائية، دون أن تتطرق إلى قضية الصحراء أو مواقف بلادها من نزاع إقليمي معقد، تُعدّ فيه الجزائر طرفًا محوريًا داعمًا لجبهة البوليساريو.

هذا التباين في التصريحات فتح باب التساؤلات حول مدى دقة الادعاءات الجزائرية، خصوصًا في ظل سعي الجزائر لتوظيف المنابر الدولية من أجل إضفاء شرعية خارجية على خطابها الثابت تجاه ملف الصحراء.

المحلل السياسي محمد الشيات
المحلل السياسي خالد الشيات

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “الكلام الصادر عن الرئيس تبون لا يمكن اعتباره موقفًا رسميًا مشتركًا، ما لم يتم توثيقه في بيان مكتوب ومشترك بين الطرفين”.

وأضاف الشيات في تصريح خص به “بلبريس”، أن “الصمت الذي التزمته رئيسة الوزراء الإيطالية لا يمكن تأويله مباشرةً كنوع من الدعم، بل قد يُفهم ضمن قواعد اللباقة الدبلوماسية التي تفرض أحيانًا تحاشي الدخول في سجالات مباشرة داخل الندوات المشتركة”.

ويرى الشيات أن “حكومة ميلوني تُعد من أضعف الحكومات الإيطالية على مستوى التصور الاستراتيجي، ما يفسر اختراق الجزائر لهذا الهامش السياسي لتصريف مواقفها”.

“ميلوني، في تقديري، شخصية ضعيفة في المواجهة السياسية”، يسترسل المتحدث شارحا “وغير قادرة على بلورة سياسات واضحة تُراعي تعقيدات الواقع الدولي والإقليمي، خصوصًا في ما يخص توازنات منطقة المتوسط وأثرها على الاقتصاد الإيطالي”.

وأكد أنه “في الوقت الذي تواصل فيه الجزائر التأكيد على تمسكها بخيار “تقرير المصير”، تميل مواقف غالبية دول الاتحاد الأوروبي، بما فيها دول وازنة مثل فرنسا، نحو دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل “جاد وواقعي وذي مصداقية”، وفق ما جاء في بيانات رسمية سابقة”.

وخلص إلى أن “تصريحات تبون الأخيرة تندرج ضمن توجه دبلوماسي جزائري يسعى إلى إبراز أي تفاعل دولي – حتى وإن كان غير مباشر – كدليل على وجود دعم لقضيتها في نزاع الصحراء، وهو ما تراه الرباط محاولة متكررة لـ”تحريف المواقف الدولية” وتضخيمها إعلاميًا”.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *