الصحراء.. دعم أمريكي متجدد للمغرب وتراجع ميداني للبوليساريو
جدد الكونغرس الأمريكي، على لسان النائب جو ويلسون، دعمه القوي للمغرب في جلسة عمومية، مؤكداً على عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ومشيداً بقرار الولايات المتحدة التاريخي الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء. وأعرب ويلسون، الذي يترأس مجموعة الصداقة الأمريكية المغربية في مجلس النواب، عن قلقه من التهديد الذي تمثله ميليشيات البوليساريو لاستقرار منطقة غرب إفريقيا.
وقد شهدت قضية الصحراء المغربية تطورات إيجابية غير مسبوقة لصالح المملكة في السنوات الأخيرة، حيث شكل الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، إلى جانب الدعم الفرنسي المستمر، نقطة تحول محورية في المسار الدبلوماسي للقضية. هذا الدعم الدولي المتنامي أدى إلى تقليص نفوذ جبهة البوليساريو بشكل ملحوظ على الساحة الدولية.
وعززت المملكة موقفها على الأرض من خلال سلسلة من الخطوات العملية، أبرزها عملية تأمين معبر الكركرات سنة 2020، التي شكلت ضربة قوية لأطروحة "الأراضي المحررة" التي تروج لها البوليساريو. كما أطلقت المغرب مشاريع تنموية استراتيجية في المنطقة، مثل مشروع أنبوب الغاز المغربي-النيجيري، الذي عزز مكانتها الإقليمية وأكسبها دعماً إضافياً من شركائها الدوليين والإقليميين.
وتواجه البوليساريو تراجعات ميدانية كبيرة، حيث كشفت شهادات من داخل الجبهة، بما فيها تصريحات الناشط الصحراوي سعيد زروال، عن انسحاب قواتها مسافة 40 كيلومتراً داخل المناطق التي تدعي السيطرة عليها. هذا التراجع الميداني تزامن مع أزمات داخلية متفاقمة في مخيمات تندوف، حيث تتصاعد الاحتجاجات ضد قيادات الجبهة، مما يعكس حالة من التفكك الداخلي وتآكل شرعيتها، دفعها إلى محاولات يائسة للتغطية على ضعفها من خلال التحالف مع جماعات متطرفة.