غوتيريش يحذر من استمرار الجمود ويدعو إلى حل سياسي عاجل في الصحراء

  

دعا انطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إلى حل عاجل في قضية الصحراء، لافتا إلى أن هذا السياق الصعب، يجعل التفاوض على حل سياسي لمسألة الصحراء أمراً أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، بعد مرور ما يقرب من خمسة عقود على النزاع.

وشدد غوتيريش في التقرير الذي صدر هذا الأسبوع، على أن الأمم المتحدة لا تزال على استعداد لعقد اجتماع يضم جميع المعنيين بهذا النزاع في مسعى مشترك للبحث عن حل سلمي.

من جهة أخرى سجل غوتيريش أنه ما زال يساوره قلق عميق إزاء التطورات في الصحراء، حيث أصبحت الحالة الراهنة مترسخة ويجب تصحيحها على وجه السرعة، لأغراض منها تجنب أي تصعيد آخر، مشددا في هذا السياق، على أهمية إعادة العمل بوقف إطلاق النار.

كما حث جميع الأطراف على التعامل مع العملية السياسية بعقل متفتح، وعلى الامتناع عن تقديم شروط مسبقة، واغتنام الفرصة التي تتيحها أعمال التيسير والجهود التي يبذلها مبعوثه الشخصي، معربا عن اعتقاده بأنه بمشاركة جميع الجهات المعنية بحسن نية ووجود إرادة سياسية قوية واستمرار الدعم من المجتمع الدولي، فإنه من الممكن التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم مقبول من جميع الأطراف، وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة

ونشرت الأمم المتحدة نسخة من التقرير الذي قدمه أنطونيو غوتيريش إلى الدورة التاسعة والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة، بخصوص النزاع حول الصحراء، والذي يتناول الفترة من 1 يوليوز 2023 إلى 30 يونيو 2024.

من خلال هذا التقرير، الذي اطلعت عليه بلبريس، اطلع غوتيريش الجمعية العامة للأمم المتحدة، على الجهود الدولية المبذولة تحت إشراف الأمم المتحدة  ، بهدف التوصل إلى حل سياسي متوافق بشأنه لهذا النزاع، يكون مقبولا من جميع الأطراف المعنية.

وأشار غوتيريش إلى أنه قدم إلى مجلس الأمن، عملا بقراره 2654 (2022)، تقريراً عن الحالة فيما يتعلق بالصحراء (2023/729/S) في 3 أكتوبر 2023، والذي يتناول بالوصف الحالة على أرض الواقع، ووضع العملية السياسية، وحالة تنفيذ القرار 2654 (2022)، والتحديات الراهنة التي تواجهها عمليات بعثة الأمم المتحدة "المينورسو"، والخطوات المتخذة للتغلب عليها.

وأوضح الأمين العام الأممي أنه في 30 أكتوبر 2023، اتخذ المجلس قراره 2703 (2023) الذي جدد فيه ولاية بعثة المينورسو حتى 31 أكتوبر 2024، والذي طلب إليه تقديم تقرير عن الحالة في الصحراء قبل نهاية فترة الولاية بوقت كاف، مشيرا إلى أنه سوف يجري إعداد وتقديم تقرير منفصل تلبية لذلك الطلب.

وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، أكد غوتيريس أن الحالة في الصحراء ظلت تتسم بانخفاض حدة الأعمال العدائية، واستمرار بعض التحديات التي تواجه البيئة التشغيلية للبعثة الأممية.

وعرج غوتيريس في هذا التقرير، على الزيارات التي قام بها مبعوثه الشخصي ستافان دي ميستورا إلى المنطقة ولقاءاته ومشاوراته مع الأطراف المعنية، وأعضاء مجلس الأمن، وأعضاء مجموعة الأصدقاء المعنية بنزاع الصحراء، وغيرهم من الجهات الفاعلة المهتمة، وذلك بغية إحراز تقدم بناء في العملية السياسية المتعلقة بهذا النزاع.

وأكد غوتيريش في هذا السياق أن دي ميستورا قد لاحظ خلال تلك الاجتماعات واللقاءات بارتياح، ما أعرب عنه محاوروه من دعم للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتيسير التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع، كما أكد غوتيريش بأن مبعوثه الشخصي قد تلقى تأييداً واسعاً من أعضاء مجلس الأمن الدولي لجهوده وذلك خلال تقديمه لإحاطتين إلى المجلس في 16 أكتوبر 2023 و16 أبريل 2024 في مشاورات مغلقة.