"إنه لشرف للمملكة المغربية ولي شخصيا أن يتم انتخابي رئيسا لهذا المجلس الموقر في دورته الـ 18، وهو منصب يخص أفريقيا". هذا ما قاله عمر زنيبر غداة انتخابه رئيسا لمجلس حقوق الإنسان الأممي.
ليضيف أنه أصبح عليه الآن واجب العمل على "تلبية متطلبات عملنا المشترك" التي تعتبر مهمة وجوهرية للغاية، من أجل تعزيز حقوق الإنسان واحترامها وضمانها على النحو المعترف به عالميا.
وبمجرد انتخابه، أصبحت رئاسة السفير زنيبر سارية لينضم إلى كل من السفير فيبريان روديارد من إندونيسيا، والسفير داريوس ستانيوليس من ليتوانيا، والسفير مارسيلو إليسيو سكابيني ريتشارد من باراجواي، والسفيرة هايدي شروديروس فوكس من فنلندا، الذين تم انتخابهم في 8 ديسمبر 2023 نوابا لرئيس المجلس، للعمل في مكتب المجلس في العام الحالي.
دبلوماسي محنك وخبير في حقوق الإنسان، شغل عمر زنيبر منصب ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف منذ عام 2018. تم انتخابه رئيسًا لمجلس حقوق الإنسان في يناير 2024، بعد مسيرة مهنية حافلة شملت العمل في مختلف أجهزة الأمم المتحدة وسفارات المغرب في الخارج.
يفه المقربون منه بأنه ’’كان دائمًا شخصًا هادئًا، متزنًا، يجمع بين الذكاء والكرم. ولكنه أيضًا قادرٌ على الاستجابة بسرعة للقرارات التي تُطرح على الطاولة”.
نشأ زنيبر في عائلة عريقة تهتم بالسياسة والقانون، برز كدبلوماسي كفء ملتزم بالتعددية، واشتهر بمهاراته التفاوضية وعمله الدؤوب.
تقلد زنيبر العديد من المناصب الدبلوماسية الهامة، من بينها مستشار في بعثة المغرب الدائمة في جنيف ومدير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بوزارة الخارجية المغربية. كما شغل منصب سفير المغرب في سلوفينيا وسلوفاكيا والنمسا وألمانيا.
يُعرف زنيبر بمساهماته القيّمة في مجال حقوق الإنسان، حيث عمل على تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال ودافع عن حقوق الإنسان في مختلف المحافل الدولية. كما يُعدّ من كبار المدافعين عن القضايا الأفريقية على الساحة الدولية.
مع توليه رئاسة مجلس حقوق الإنسان، يُسعى زنيبر إلى تعزيز مكانة المجلس ودوره في حماية وتعزيز حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
يُجسد زنيبر نموذجًا للدبلوماسي المثالي، فهو يجمع بين الكفاءة والخبرة والالتزام بالقيم الإنسانية.
سيرة مهنية مقتضبة
عمل السفير عمر زنيبر مستشارا في البعثة الدائمة للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف ما بين عامي 1989 و1996. وعمل أيضا في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية رئيسا لشعبة الأمم المتحدة من 1996 إلى 1999، ومديرا لإدارة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في وزارة الشؤون الخارجية المغربية من 1999 إلى 2003.
بعد حصوله على درجة الماجستير من جامعة محمد الخامس بالرباط في عام 1981، غادر ابن سلا إلى فرنسا حيث حصل على دبلوم الدراسات المعمقة من جامعة باريس-بانتيون أسّاس في عام 1983.
وبعد أربع سنوات، ناقش رسالة دكتوراه في القانون الدولي العام بعنوان: “تعاقب الدول ومعاهدات الحدود البرية في إفريقيا”. ومن هنا فُتحت أمامَه أبوابُ الدبلوماسية على مصراعيها.