هل يفجر تدبير المدن الكبرى تحالف أحزاب الأغلبية؟

اتسعت دائرة بؤر انفراط عقد التحالف الثلاثي بين التجمع الوطني للأحرار والاستقلال و “البام”، على مستوى الجماعات الترابية، خاصة في بعض المدن الكبرى مثل الرباط وفاس ومكناس وطنجة ومقاطعات من جماعة البيضاء، بالإضافة إلى أكثر من 30 جماعية محلية.

وعلمت «الصباح» أن قيادات الأحزاب الثلاثة تلقت في الأسابيع الأخيرة عشرات الشكايات المرفوعة إليها من الفروع والتنسيقيات تنبه إلى خطورة تداعيات عدم الانضباط بين مكونات التحالف التي بدأت تكبر بينها هوة التنافر في تدبير المدن والجماعات الخاضعة لحكم التحالف الثلاثي.

وعمت موجة تذمر وسط أعضاء أحزاب التحالف الثلاثي، ردا على نوعية التفويضات الممنوحة لمستشاريها داخل بعض المجالس، إذ لم يتردد منتسبون إلى الأصالة والمعاصرة والاستقلال في إبداء استغرابهم من سكوت القيادات، على المستوى المركزي، إزاء التصريح بأن كل مكونات التحالف مشاركة في التدبير، في حين لم تتعد مجالات الصلاحيات المفوضة «محاربة الكلاب الضالة» و»جمع المتشردين»، في إشارة إلى استبعاد ممنهج من المجالات الأكثر قربا من الناخبين.

وترى بعض الأصوات الغاضبة ضرورة إعادة صياغة التفويضات بطريقة لا تترك مجالا للبس، وأن التفويض الذي يجب أن يعاد فيه النقاش فهو ذلك الذي منحه الناخبون في انتخابات 8 شتنبر 2021، ما يفرض أن تكون اختصاصات كل عضو واضحة وإلا ستتسع رقعة الرأي الذي يذهب حد التخلي عن هذه الصلاحيات لعدم الوقوع في مشكل اشتباك التفويضات.

واشترط أعضاء في مجالس مدن كبيرة ممارسة صلاحيات التفويضات بشكل واضح، يسمح بإجلاء النتائج الإيجابية والسلبية، بناء على الرؤية التي يمثلها كل مفوض إليه حسب ما يراه صائبا من وجهة نظره، ومن وجهة نظر الحزب الذي يمثله، على اعتبار أن كل منتخب يحاول أن يترجم عمله تبعا للتعهدات والالتزامات التي قدمها في برنامج انتخابه أمام منتخبيه.

وتسارع تنسيقيات حزبية الزمن من أجل تدارك الوضع بتعميم دعوات بين الأحزاب الثلاثة وكافة الهيآت السياسية المحلية إلى « تجاوز خلافات الماضي والانخراط الجاد والمسؤول بغية إيجاد صيغ مناسبة لعمل مشترك وبناء، أساسه التعاون والتكامل، وهدفه الأول والأخير تحقيق التنمية المحلية وخدمة الصالح العام، بعيدا عن منطق الحسابات الضيقة»  .

وشددت النداءات المذكورة على ضرورة مواصلة المجهودات والمساعي الجارية لبناء تحالف منسجم وقوي يضم خيرة النخب والكفاءات، التي اكتسبت عضوية المجلس والمقاطعات، «التزاما بمضامين التحالف الثلاثي مع الانفتاح على كافة الفرقاء السياسيين، والاستعداد التام للعمل بين الذين يتقاسمون أهداف التحالف، وفي مقدمتها الدفع بعجلة التنمية المحلية والاستجابة لحاجيات السكان«.

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *