أخنوش: يدعو بنوك التنمية لدعم ومواكبة البلدان النامية ويؤكد: المغرب صامد في وجه الكوارث-صور

عبر عزيز أخنوش رئيس الحكومة، عن شكره لصندوق النقد الدولي والبنك الدول، على ثقتهما ودعمهما لبلادنا‏، لاسيما بعد قرارهما الإبقاء على تنظيم الاجتماعات السنوية لعام 2023 بمراكش، وفي موعدها المحدد، معربا عن تفاؤله وإيمانه بمستقبل المغرب ورؤيته لتطوير البلاد.

وقال في كلمته الافتتاحية للاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في مدينة مراكش، إن اجتماع اليوم، يعبر عن الصمود القوي لبلادنا في مواجهة الأزمات المتعددة.

وتطرق أخنوش إلى الجهود التي بذلها الشعب المغربي في مواجهة الأزمات، مشيرًا إلى التضامن والتعاون الذي ظهر بوضوح بين المغاربة، سواء داخل البلاد أو خارجها.

وأشار إلى أن المغاربة قاموا بتقديم الدعم والمساعدة بشكل عفوي ومؤثر للمناطق المتضررة من الزلزال، بحيث تعبؤوا منذ الساعات الأولى للزلزال، من أجل تقديم الدعم والمساعدة للساكنة المتضررة.

وفيما يتعلق بمرحلة ما بعد الزلزال، أكد رئيس الحكومة أنه بتعليمات ملكية تمت هيكلة مشاريع لإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمناطق المتضررة، بشكل استعجالي، من خلال برنامج طموح، استباقي ومتكامل، يروم إعادة بناء المساكن المتضررة وإعادة تأهيل البنيات التحتية، وفك العزلة ترابيا عن هذه المناطق. كما تم تسريع امتصاص العجز الاجتماعي، وتشجيع الأنشطة الاقتصادية بها.

وفي السياق ذاته عبر أخنوش عن شكره لكريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي ولفريق عمل الصندوق، لإعدادهم كتاب حول المملكة، والذي يعبر بشكل جلي عن رغبة المملكة في بلوغ أهداف طموحة على صعيد تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف أنه خلال السنوات العشرين الماضية، قام المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس بتنفيذ إصلاحات طموحة واستباقية، ساهمت في إرساء دعائم التحول العميق والمستدام للاقتصاد المغربي، كما مكنت من تعزيز مرونته وحافظت على توازناته الماكرو اقتصادية.

واعترف رئيس الحكومة أن بلادنا تقف المغرب في مفترق اطرق حاسم في بناء تاريخها، مؤكدا أنها عازمة على استثمار هذه الفرصة بالشكل الأمثل، بتنزيل الرؤية الاستراتيجية للملك محمد السادس، والتي تحدد الأهداف والطموحات التنموية وروافع التغيير، التي من شأنها إطلاق الطاقات وتسريع مسيرة البلاد نحو التقدم والازدهار.

ولم يفوت رئيس الحكومة المناسبة للتعبير عن سعادة بلادنا وفخرها باستضافة كأس الأمم الأفريقية لعام 2025، وكذا تنظيم كأس العالم لحرة القدم 2030، إلى جانب اسبانيا والبرتغال، موضحا أن المغرب عازم على بناء مجتمع تضامني وعادل، تطبيقا للتوجيهات الملكية، حيث أطلقت ابتداء من سنة 2021، سلسلة من الإصلاحات الرامية إلى تعزيز تماسك المؤسسات وأنظمة الحماية الاجتماعية، وتعزيز النظام الصحي وتحسين جودة التعليم وتشجيع البحث العلمي.

في السياق ذاته، أكد المتحدث أن  مسار التنمية يتعين عليه أن يكون ليس فقط دامجا، بل كذلك مستداما وصديقا للبيئة، موضحا أن  المغرب يعد من بين الدول الرائدة في تطوير الطاقات المتجددة، حيث راهن الملك محمد السادس، على هذا القطاع منذ اعتلائه العرش، بحيث تطمح بلادنا إلى مضاعفة الإنتاج في الطاقة الريحية والشمسية لثلاث مرات مع السعي لتكريس تموقع المغرب كفاعل رئيسي في قطاع الهيدروجين الأخضر لتعزيز سيادتنا الطاقية.

وفي سياق متصل أوضح رئيس الحكومة أن الجفاف وندرة المياه، وهي تداعيات مباشرة للاحتباس الحراري، تشكل إحدى الأولويات الاستراتيجية الوطنية أيضا،  دفعت بلادنا للتفكير في مشاريع مبتكرة كتحلية مياه البحر، بشراكة مع القطاع الخاص، تنفيذ طرق سيارة للربط بين الأحواض المائية، وذلك لتزويد المناطق التي تعاني من نقص في المياه، انطلاقا من مناطق أخرى تتوفر فيها هذه الموارد بكثرة.

وقال في هذا الباب:"إن تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، وموجات الأوبئة، والصراعات الجيوسياسية، وارتفاع تكاليف المعيشة على المستوى العالمي، كلها رهانات متسمة بالتعقيد، تظهر الدور الهام الذي يمكن أن يضطلع به التعاون الدولي".

وفي هذا الإطار دعا بنوك التنمية متعددة الأطراف إلى دعم ومواكبة البلدان النامية، في التصدي للتحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، والاستجابة لاحتياجاتها، وذلك بالتحلي بالمرونة في تقديم المساعدات للدول التي تواجه أنواعا مختلفة من الأزمات، سواء عبر الاستشارة والدعم المالي، علاوة على الدعم من أجل استعادة التوازنات الماكرو اقتصادية، وغيرها.

وأردف مفسرا أن موافقة صندوق النقد الدولي، على منح المغرب تمويلا بقيمة 1،3 مليار دولار، لتعزيز مناعته في مواجهة الكوارث المرتبطة بالمناخ، وذلك عبر صندوق المرونة والاستدامة، تعد مكسبا مهما.

وخلص المتحدث إلى العالم برمته بات أكثر هشاشة، ويتطلب تظافر جهود الجميع للتغلب على الأزمات، مشدد أن عقد الاجتماعات السنوية للبنك وصندق النقد الدوليين في مراكش، فرصة لإقامة الروابط وتبادل الأفكار والتعاون لتحقيق الأهداف المشتركة.