يخوض النظام الجزائري سباقا ضد الزمن لإحتضان مؤتمر القمة العربية بالجزائر الذي تأجل ثلاث مرات،لذلك يراهن هذا النظام على عقد هذا المؤتمر مهما كانت تكلفة ذلك، لإعتقاده أن عقده يعد إنتصارا دبلوماسيا جزائريا على المغرب الذي يتهمه النظام الجزائري بأنه يعرقل تنظيمه، وإذا لم تعقد هذه القمة فإنه يعد إنتصارا للمغرب على الدبلوماسية الجزائرية ، وهذا أحد مؤشرات فشل هذه القمة بالجزائر،لكون أهداف النظام الجزائري من إحتضان هذة القمة هو الرغبة في محاصرة المغرب و عزله عربيا، أما باقي القضايا المتعلقة بالقمة فهي تفاصيل هامشية.
والعارفون بعقلية النظام الجزائري ، ومناوراته الخبيثة وعقده إتجاه المغرب يجمعون بأن القمة العربية المقبلة بالجزائر ستكون الأضعف في تاريخ القمم العربية لكون الدولة المحتضنة دولة رخوة تحلم بقيادة النظام الاقليمي العربي بعد تراجع الدول العربية التاريخية خصوصا الخليجية والشرق الاوسطية التي كانت تقود هذا النظام الاقليمي العربي المريض .
النظام الجزائري الماكر والدولة الجزائرية الرخوة:
يعمل النظام الجزائري كل طاقاته بهدف عدم تأجيل القمة التي تعقد في نظام عربي منقسم وممزق ومهمش وخارج التاريخ.
لكن رغم هذا الوضع العربي البئيس ،أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في مؤتمر صحافي عقب إجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، أن وزراء الخارجية العرب وافقوا بالإجماع على عقد القمة العربية، على مستوى الرؤساء، في الجزائر في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
المغرب الرقم المخيف للنظام الجزائري في إنجاح أو إفشال قمة الجزائر:
كل إنشغالات النظام الجزائري مركزة على المغرب ، وهو تائه في كيفية التعامل مع هذا الملف المقلق لقادة الجزائر خصوصا بعد تأكيد عدد من الدول الخليجية والعربية أنها لن تحضر قمة الجزائر إذا لم يحضر المغرب، الأمر الذي أرغم النظام الجزائري إرسال مبعوث للمغرب لتسليم دعوة لصاحب الجلالة للمشاركة في هذا المؤتمر ، عبر بلاغ ملغوم تشم فيه رائحة الغدر والخيانة والخبث والمكر .
دعوة المغرب للمشاركة هي مناورة جزائرية مقيتة
إن البلاغ الجزائري فيه خبث سياسي كبير، ومكر ديبلوماسي مفضوح ، أولا - فيه إعتراف بأن مشاركة المملكة المغربية في هذه القمة أثارت الكثير من الحبر،وهو ما يعني الإحترام والقيمة التي يتميز بها المغرب عند القادة العرب.
ثانيا- كانت نية الجزائر عدم دعوة المغرب للمشاركة في القمة ، وكأن القمة أصبحت شأنا جزائريا داخليا. ثالثا- دعوة الجزائر المغرب للمشاركة تمت تحت ضغط عدد من الدول العربية التي ربطت مشاركتها في قمة الجزائر بمشاركة المغرب. رابعا - أن الجزائر كانت تعيش إحراجا من توجيه الدعوة من عدمها للمغرب للمشاركة في هذه القمة . خامسا- بلغة خبيثة وصيغ ماكرة تهدف الجزائر إلى توريط المغرب بأنه هو من رفض المشاركة ، لتؤكد للدول العربية التي ربطت مشاركتها بمشاركة المغرب بأنها قامت ما سمته بواجبها الأخلاقي والسياسي الذي يستلزم معاملة جميع الدول الأعضاء على قدم المساواة .سادسا - وبلغة متعجرفة أكد البلاغ الجزائري المسموم أن الجزائر قد رفعت الحرج عليها وعلى الدول الأعضاء سواء بالموافقة أو رفض طلب الإستقبال الذي سترسله الجزائر. للمغرب ، أو بمعني آخر القمة ستعقد بالجزائر سواء حضر أو تغيب المغرب.وقد أشار البلاغ إلى أن الجزائر شاركت سابقا في قمتين عربية بالمغرب، في وقت كانت العلاقات بين البلدين تعيش قطيعة تامة،
يتبين من البلاغ الجزائري لدعوة المغرب للمشاركة في القمة أن الجزائر تريد توريط المغرب وتحميله المسؤولية إذا ما رفض المشاركة، لإظهاره أنه هو من رفض المشاركة لتقزيمه أمام الدول العربية التي ربطت مشاركتها في القمة بالجزائر بمشاركة المغرب .
مؤشرات فشل قمة الجزائر وعقدها في هذا الظرف بالجزائر أكبر المؤشرات:
تعقد هذه القمة في واقع عربي ممزق، والنظام الجزائري معروف بمكره ومناوراته، وأكيد أن هذا النظام سيستغل هذه القمة للإساءة للمغرب، وسيناور بكل الوسائل للدفاع عن الكيان الوهمي، ويمكن أن يورط بعض القادة العرب كما ورط الرئيس التونسي الذي استقبل زعيم إرهابي كرئيس دولة.
النظام الجزائري والفشل بتوظيف المسألة السورية من أجل زعامة وهمية:
يراهن النظام الجزائري على المسألة السورية التي يعتبر الرئيس عبد المجيد تبون عودتها أساسية بعد تصريحه إن بقاء سورية خارج المجموعة العربية لم يعد مقبولاً ولا مبرراً، خصوصاً في ظل وجود تغير لافت في مواقف عديد الدول العربية إزاء العلاقات مع سورية.
لكن النظام الجزائري تلقى صفعة حينما رفضت دول الخليج مشاركة نظام بشار الأسد في القمة لأسباب معروفة، وفي مناورة مكشوفة دفعت النظام الجزائري النظام السوري لإصدار بيان يرفض فيه المشاركة في قمة الجزائر .
وقد تأسف وزير الخارجية الجزائري عن فشل جهود الرئيس الجزائري في زحزحة موقف بعض القوى الرئيسية في الجامعة بشأن عودة دمشق، وهو الأمر الذي كاد ان يتسبب في مقاطعة عدد من الزعماء العرب المعارضين لتلك الخطوة قمة الجزائر بعد تشبت تبون بموقفه.
إتهام المغرب بإثارة الشكوك حول قمة الجزائر:
يقوم النظام الجزائري بشن حملة مسعورة ضد المغرب، واتهامه بانه يخطط لافشال عقد هذه القمة، وهذا ما صرح به الرئيس الجزائري بقوله ان: "الشكوك التي تحاول بعض الأطراف إثارتها حول قمة الجزائر، معروف مصدرها بالنسبة للجميع، وهي ليست جديدة، ولا تخص القمة العربية، بل كل حدث تستضيفه الجزائر. كما أنه معروف غاياتها السياسية في الإبقاء على مزيد التشرذم العربي، وهدفها التشويش السياسي ليس إلا، كما أن هدفها ليس القمة، ولكن لأنها ستعقد في الجزائر".انه اتهام صريح ومباشر للمغرب
تتحالف النظام الجزائري مع إيران ضد المصالح العربية
أثناء إجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة لإتفاق حول جدول أعمال قمة الجزائر٬ ظهر صراع قوي بين دول الخليج ومصر والمغرب وبين الجزائر التي تنفي أي تدخل إيراني بدول الخليج أو بشمال إفريقيا ، الأمر الذي رفضته كل الدول العربية مما جعل النظام الجزائري يقبل على مضض قبول تشكيل لجنة حول التدخل الإيراني السافر في العالم العربي ومحاولة تفتيته، وهو ما إعتبره البعض بهزيمة للنظام الجزائري الذي أراد إبراء ذمة النظام الايراني من مخاطر توغله بدول الشرق الاوسط وبدول الخليج وبدول شمال افريقيا.
تباينات عربية بشأن عدد من القضايا ستطرح بالقمة
يتفق عدد من المهتمين بأن الوضع العربي العام ما زال غير مؤهل لعقد قمة عربية ناجحة، بسبب إتساع دائرة المواقف المتباينة الواسعة بين الدول والقادة العرب بشأن عدد من القضايا، ورغبة أكثر من نظام عربي وخليجي في فرض نفسه كقائد محوري للنظام العربي بعد تراجع تأثير أنظمة مصر والسعودية والعراق والمغرب، وهو ما يسعى إليه النظام الجزائري ليصبح قطب رحى في النظام الإقليمي العربي على حساب الأنظمة العربية التاريخية. وهو ما أزعج الجزائر كثيراً، وجعلها متمسكة بدعوة سورية خلال القمة المقبلة كما صرح أحد الدبلوماسيين.
النظام الجزائري يستغل قضية فلسطين ومسألة التطبيع للاساءة المغرب
فبعد فشل النظام الجزائري فرض مشاركة النظام السوري في القمة ، التجأ لورقة خطيرة أخرى يريد من خلالها كسب بعض النقط والضغط على المغرب وبعض الدول التي طبعت مع إسرائيل ، حيث يسعى النظام الجزائري ان تتبنى القمة موقفاً معارضاً للتطبيع مع إسرائيل، وأن يتضمن البيان الختامي إدانة لها، وهو ما ترفضه جل الأنظمة العربية التي ترى أن طلب النظام الجزائري هذا فيه تدخل في الشؤون الداخلية للأنظمة العربية، وفي سيدتها.
قضية الوحدة الترابية قضية مقدسة للمغرب و للدول العربية ومرفوض أن تنوب عليها الجزائر بالوكالة:
النزاع المفتعل من طرف النظام الجزائري مع المغرب حول الصحراء وإستغلاله لمواجهة المغرب سيكون حاضرا بقوة في قمة الجزائر ،إضافة إلى مسألة توقيع المغرب وعدد من الدول العربية إتفاقيات مع إسرائيل، فالجزائر تريد تضليل العالم العربي بمخاطر التهديد القومي للجزائر ، لذلك تطالب الأنظمه العربية إحياء العمل العربي المشترك، والتضامن العربي والعمل العربي المشترك.
إنه تناقض النظام الجزائري ،فكيف لهذا النظام أن يطالب بالعمل المشترك ووهو المسؤول عن تمزيق وتشتيت المغرب العربي وتحويله لبقعة مبلقنة، أيعقل أن يطالب هذا النظام بالعمل العربي المشترك إذا إستمرت العلاقات المغربية الجزائرية مقطوعة؟
التغلغل التركي ومخاطره على الوطن العربي موقف مغربي واضح وموقف جزائري رمادي:
من النقط الساخنة على جدول أعمال قمة الجزائر ضرورة إتخاد موقف واضح من التغلغل التركي بالمنطقة العربية وذلك تحت بند الشؤون العربية والأمن القومي العربي،خصوصا إزاء إنتهاك القوات التركية للسيادة العراقية، وتدخلها في الشؤون اللبنانية والسورية،حيث تحفظ المبعوث الجزائري على نقطة التدخل الإيراني والتدخل التركي في المنطقة العربية للهيمنة بعد إنهيار النظام الإقليمي العربي وغياب العمل العربي المشترك عكس الموقف المغربي الواضح والرافض لكل تدخل أجنبي بالعالم العربي .
قمة الجزائر بين المقاطعة أو المشاركة المغربية ورهانات النظام الجزائري :
بمنهجية ماكرة أرسل الرئيس الجزائري مبعوثا لدعوة صاحب الجلالة للمشاركة في قمة الجزائر ، وهي دعوة مفروضة على النظام الجزائري وليس قناعة منه خصوصا بعد رفض عدد من الأنظمة العربية المشاركة في هذه القمة بدون مشاركة المغرب، ،وهو ما أحرج النظام الجزائري الذي كان يخطط لعزل المغرب عربيا.لكن ما يجهله النظام الجزائري الغبي أنه يتعامل مع ملك ذكي ومثقف ومؤمن بالتضامن العربي المشترك وبوحدة المغرب العربي وبالوحدة العربية قولا وفعلا، وليس بروبغاندا مثل الرئيس الجزائري.
لذى، أعتقد أن المغرب سيشارك بوفد عادي ليسد الباب على مناورات الجزائر التي تسعى عزل المغرب عربيا، رغم معرفة النظام الجزائري بجودة العلاقات المغربية مع كل الدول العربية بإستثناء الجزائر.
وعليه، فإن إحتضان القمة المقبلة بالجزائر هو مخاطرة عربية لكون النظام الجزائري لا يحتضن هذه القمة من أجل المصالحة العربية،وتقوية العمل العربي المشرك، بل من أجل إستغلال القمة المنعقدة بالجزائر لعزل المغرب عربيا، والمناورة لكي لا يخرج أي بيان عربي من الجزائر داعم لعمل لجنة القدس ورئيسها جلالة الملك، وداعم للوحدة الترابية للمغرب كما حدث في جل بيانات القمم العربية السابقة.
مؤشرات فشل مؤتمر قمة الجزائر عديدة،وقد بدت مؤشرات ذلك الفشل في كل فشل النظام الجزائري تمرير خططه الخبيثة أهمها :تشبت الدول العربيةرفض مشاركة سوريا بالقمة العربية، التنديد بالتغلغل الايراني التركي بالمنطقة العربية،مطالبة النظام الجزاىري إرسال مبعوث خاص للمغرب ، الإشادة بدور للجنة القدس و رئيسها جلالة الملك، ودعم الوحدة الترابية للمغرب ، كل هذه القضايا كان النظام الجزائري الركوب عليها وإستغلالها سياسيا لإظهار الجزائر قوة عربية ضاربة قائدة للنظام العربي الإقليمي بعدحساب أدوار مصر والسعودية والمغرب ودول الخليج التاريخية ...إنه خبث النظام الجزائري