بدأ يبرز في الآونة الأحيرة تأثير الخصومات الشخصية على العلاقات بين أحزاب المعارضة، خصوصا بين الإتحاد الإشتراكي والعدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية، وهو ما ظهر في فشل مبادرة التنسيق بين فرق المعارضة بمجلس النواب إلى جانب الحركة الشعبية في لم الشمل وتقريب وجهات النظر تمهيدا لقيام تحالف بينها على غرار تحالف أحزاب الأغلبية.
ومن أبرز بوادر فشل مبادرة المعارضة، يروج حديث بقوة داخل الأوساط السياسية، أن المكتب السياسي لحزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في إجتماعه الأخير، وقف أي تنسيق أو تواصل مع زعيم العدالة والتنمية عبد الاله بنكيران.
وعلمت بلبريس من مصادر مطلعة، أن الفريق الإشتراكي بمجلس النواب قرر إيقاف التنسيق مع فرق ومجموعة المعارضة في المجلس، وهو ما سيتم الإعلان عنه قريبا.
ووفق نفس المصادر، فإن أعضاء المكتب السياسي لحزب الإتحاد الاشتراكي، رفضوا أي تواصل مع العدالة والتنمية، وقرروا “مقاطعة بنكيران”.
وأوضح المصدر ذاته أن التعديلات المشتركة التي قدمها الفريق إلى جانب فرق ومجموعة المعارضة، على مشروع قانون المكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ستكون آخر تعديلات مشتركة يقدمها.
وكشف المصدر نفسه، أن قرار فريق الإتحاد الاشتراكي الإنسحاب من تنسيق فرق ومجموعة المعارضة إلى عدم إمكانية الإستمرار إلى جانب المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية في ظل “هجومات” الأمين العام لـ”حزب المصباح” على إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية.
ويرى مراقبون للشأن السياسي في المغرب، أن “تنسيق فرق ومجموعة المعارضة ظل في حدوده الدنيا، ولم يصل إلى مستوى التنسيق الحقيقي، الذي من شأنه تشكيل معارضة قوية لمواجهة قرارات الحكومة”.
وكان رؤساء الفرق والمجموعة النيابية نظموا زيارات إلى المسؤولين الأولين للأحزاب السياسية المشكلة للمعارضة؛ فيما لم ينجحوا في جمعهم في مجلس واحد، رغم المحاولات التي أجريت من أجل تحقيق ذلك.
وأرجعت المصادر نفسها أن إكتفاء رؤساء فرق ومجموعة المعارضة بلقاء المسؤولين الأولين لأحزابهم بشكل منفرد إلى خلافات شخصية بين عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ونبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، من جهة، وإدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي، من جهة ثانية،فيما ظل حزب الحركة الشعبية بقيادة أمينه العام امحند العنصر، يمسك العصى من الوسط.
وكان بنكيران، قد وصف لشكر بـ”البلطجي” وبـ”المتسول” للمنصب الوزاري، قبل أن يرد عليه زعيم حزب الوردة بالقول بأن “مكناخدش كلام بنكيران بجدية حيث ممكن يقول فيك الكلام ونقيضه”.
بدوره نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية مارس ضغوطا على فريقه البرلمان ومنعهم من إنتقاد بنكيران، وهو ما وصفه أحد المعارضين لبنعبد الله بـ”تكميم الأفواه” الذي رفضناه في السابق وطبقناه اليوم.