الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها على الدول العربية..الدكالي:"المجتمع الدولي سيعرف سيناريوهات لم تكن متوقعة"

هاجمت القوات البرية الروسية أوكرانيا، الخميس، من اتجاهات عدة، وفق ما أعلن حرس الحدود الأوكراني، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس فلاديمير بوتين شن هجوم على البلاد.

وأوضحت قوات حرس الحدود الأوكرانية، في بيان، أن دبابات روسية ومعدات ثقيلة أخرى عبرت الحدود في مناطق شمالية عدة، وكذلك من شبه جزيرة القرم التي ضمها الكرملين في جنوب أوكرانيا.

وقالت أوكرانيا إن روسيا تحرك عتادا عسكريا إليها من القرم، وتنفذ قصفا عبر البلاد، وصولا إلى منطقة لفيف في غرب أوكرانيا، حسبما نقلت رويترز.

وقال مسؤول أوكراني إن بلاده تواجه هجمات إلكترونية مستمرة بلا توقف. وقال مسؤول آخر إن شخصا قتل وأصيب آخر جراء قصف لمنطقة كييف.

وكان بوتين أعلن عملية عسكرية في أوكرانيا دفاعا عن الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق هذا البلد.

وقال بوتين، في كلمة متلفزة لم يعلن عنها مسبقا، قبيل الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش: “اتخذت قرار شن عملية عسكرية”، منددا مجددا بـ”إبادة” تدبرها أوكرانيا في شرق البلاد.

واستند إلى ما وصفه بنداء المساعدة الذي وجهه الانفصاليون خلال الليل، وسياسة حلف شمال الأطلسي العدائية حيال روسيا والتي تشكل أوكرانيا أداة لها برأيه.

وتعيش دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا مخاوف توسع الصراع بين روسيا وأوكرانيا، و اندلاع حرب بين الدولتين تؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار بالعالم، وفي منطقة الشرق الأوسط إذا دخلت الولايات المتحدة طرفا فيها بشكل ما.

في حين يمكن لدول أخرى بالمنطقة، خاصة الخليجية المصدرة للنفط والغاز، أن تجد في تلك الحرب فرصة لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، التي ترغب في أن تكون بعض هذه الدول مستعدة لتعويض نقص إمدادات الغاز الروسي إلى الدول الأوروبية في حال قررت إدارة بايدن فرض عقوبات على روسيا، أو وقف إمدادات الطاقة العالمية لأسباب تتعلق بالحرب المحتملة.

وتشكل احتمالات وقف إمدادات النفط والغاز إلى الدول الأوروبية مصدر قلق للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، التي تحاول اتخاذ إجراءات استباقية لتعزيز أمن الطاقة الأوروبي، ومنع حدوث اضطراب واسع في إمدادات الغاز والنفط وأسعاره في السوق العالمية، جراء العقوبات المحتملة التي ستفرضها إدارة بايدن.

لكن العقوبات ستمنع الدول من شراء الغاز والنفط الروسيين، أو أن تؤدي الحرب إلى منع تدفق الطاقة بسبب مخاطر النقل عبر الأراضي الأوكرانية أو عبر البحر الأسود إلى أوروبا.

وتشير تقديرات رسمية إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تعتمد في تلبية نحو 40 في المائة من حاجتها إلى الغاز الطبيعي على روسيا، وأن إيجاد بدائل عن الغاز الروسي لن يكون بالأمر اليسير.

في هذا السياق، قال محمد بنطلحة الدكالي، مدير المركز الوطني للدراسات حول الصحراء، وأستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض في تصريح لبلبريس: بدأت روسيا عملية عسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا على الرغم من التحذيرات الغربية والتهديد بفرض عقوبات غير مسبوقة على موسكو وقد دعا الرئيس الأوكراني مجلس الامن الوطني والدفاع الغى إعلان الأحكام العرفية للرد على الغزو الروسي حسب قوله"

وأضاف الدكالي:وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس عن تنفيذ عملية عسكرية في إقليم دونباس شرق أوكرانيا الذي يضم منطقتي لوهانسك ودونيتسك هكذا نلاحظ أن أوروبا تعود من جديد إلى أجواء الحرب رغم أن الرئيس بوتين طالما أكد أنه لا يريد الحرب وأنه مستعد للتفاوض وتوقيع اتفاقيات السلام مع أوكرانيا والاعتراف بالمناطق الانفصالية مناطق مستقلة بعثر كل الأوراق الدبلوماسية مع العلم أن الحرب هي استمرار للسياسة لكن بوسائل اخرى"

وتابع المتحدث نفسه:"من جانبه تعهد الرئيس الامرغيكي جو بايدن بمحاسبة روسيا كما أعلن الاتحاد الاوروبي أنه سيفرض عليها عقوبات وصفها بغير المسبوقة ومن شأن هذا التوتر أن يؤدي إلى ارتفاع قياسي في أثمنة البترول والغاز كما سجلت أثمنة الذهب ارتفاعا صاروخيا ونجد أن 8 دول في الشرق الاوسط وشمال افريقيا باتت مهددة بأزمة الخبز حيث تشكل روسيا وأوكرانيا ما يصل إلى ثلث صادرات القمح عالميا وتعرف أوكرانيا بسلة الخبز في أوروبا وهي مسؤولة عن 10 في المائة من صادرات القمح في العالم مما يشكل خطرا على الأمن الغذائي العالمي ويؤدي الى تداعيات اقتصادية قاسية على العديد من دول العالم ومن المرجح أن تتأثر أسواق الطاقة حيث تعتمد أوروبا على روسيا للحصول على حوالي 35 في المائة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي ويمكن أن ترتفع أسعار النفط إلى مستوى قياسي مما سيقلل من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بينما سيزيد التضخم استفحالا"

وأكد بنطلحة الدكالي:"أن الأزمة الروسية الأوكرانية تربك المشهد الاقتصادي العالمي كما أن استمرار هذا التوتر قد يجعل المجتمع الدولي يعرف سيناريوهات لم تكن محتملة التوقع"