أوريد ينتقد الخوصصة والمغادرة الطوعية ويؤكد:" كانت لهما نتائج كارثية"-فيديو

قال الكاتب والمؤرخ حسن أوريد إن الدولة اتخذت تدابير واعتمدت خيارات كانت لها نتائج مهمة على مستوى تحسن الوضعية الاجتماعية للمواطنات والمواطنين؛ ولكنها اتخذت أيضا تدابير أخرى ذات طبيعة ليبرالية “كانت لها تداعيات كارثية ولم يتم تبيُّن نتائجها الكارثية إلا فيما بعد، بسبب نوع من التسرع أو الهيام الليبرالي”.

وأضاف ، في لقاء نظمه فريق الأداء السياسي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط،إن إجراءي “الخوصصة” و”المغادرة الطوعية” أقدم عليهما المغرب في سياق توجهه نحو النيوليبرالية، معتبرا أن نتائجهما كانت كارثية.

وأشار أوريد، التوجه نحو النيوليبرالية بدأ في العالم بعد سقوط جدار برلين، واعتبرت ” كالحل السحري”، مضيفا أن المغرب انخرط في هذه المنظومة، ليس بإجراءات اقتصادية فقط بل بتوجه سياسي، مشيرا إلى الملك الحسن الثاني افتتح عام 1989 الدورة الربيعية للبرلمان وقرأ خطابا مكتوبا يعلن فيه توجه المغرب الجديد.

وفي إطار هذا التوجه، يضيف أوريد، اتخذ المغرب عددا من الإجراءات الاقتصادية ذات الطابع اللييبرالي، منها إجراءا الخوصصة والمغادرة الطوعية، قائلا إن الأولى “أفضت إلى ما يمكن أن نسميه مافيا عالمية” بعدد من الدول.

واعتبر أن عدد من الإجراءات تمت بتسرع ولم تراعي الصالح العام، مثل خوصصة شركة “لاسامير” لتكرير البترول التي “ينبغي أن نعرف كيف تمت ووما هي انعكاساتها”.

ومن بين القرارات المتسرعة التي اتخذت بناء على إملاءات المؤسسات المالية، ما عرف بالمغادرة الطوعية، “هذا الإجراء كان كارثيا، بحيث واقع الحال يبين أن المغرب لا يمكن أن يستغني عن أطر بذل مجهودا في تكوينهم، لكن المقاربة المالية التكنوقراطية لم تراع هذه الجوانب، والذين غادروا كانوا من خيرة الأطر، إذ وقع نزيف.

واسترسل بأن الأومة المالية لسنة 2008 بينت أن النيوليبرالية ليست هي الحل، “قد تكون هي المشكل، ففي معقل النيوليبرالية، الولايات المتحدة الأمريكية، تدخلت الددولة لإنقاذ عدد من القطاعات”، واليوم “أزمة كورونا بينت الحاجة إلى الدولة”.
وشدد أوريد على محورية الصحة والتعليم في العقد الاجتماعي، مبرزا أنه لا يمكن تصور مجتمع عصري من دون حماية صحية، كما أن التعليم من الأدوات التي ترسخ الانتماء، ومن أدوات الارتقاء الاجتماعي، واستحداث نخبة، وهو من الأمور الأساسية في العقد الاجتماعي”.

وذهب المفكر المغربي إلى أن إصلاح التعليم “لا يمكن أن يتحقق من دون طموح جماعي. المسألة ليست تقنية، بل لا بد أن تكون لدينا رؤية لما نريد أن نكون”، داعيا إلى عدم خلط الطموح الجماعي بالمشروع الاجتماعي Le projet de société، موضحا أن المشروع المجتمعي قد يكون مقترحا أو لبنة من لدن شريحة في المجتمع، بينما الطموح الجماعي يهم كافة مكونات المجتمع.

https://www.facebook.com/saad.naji.984349/videos/884260988934121/