أعلنت الرئاسة الجزائرية، أن الرئيس عبد المجيد تبون أمر شركة “سونطراك” بعدم تجديد عقد أنبوب الغاز الذي يعبر نحو إسبانيا عبر التراب الوطني المغربي.
وقالت الرئاسة الجزائرية إن تبون تسلم تقريرا حول العقد بين “سونطراك” والمكتب الوطني للماء والكهرباء في المغرب، المبرم في 31 يوليوز 2011 وينتهي اليوم؛ 31 أكتوبر في منتصف الليل.
وأضاف المصدر ذاته أن الرئيس الجزائري، بعد استشارة الوزير الأول وزير المالية ووزير الشؤون الخارجية ووزير الطاقة والمناجم في بلده، “أمر بعدم تجديد العقد”.
منار اسليمي:هناك من حرض الجزائر للوقوع في فخ سينعكس عليها مباشرة
وقال عبد الرحيم منار اسليمي استاذ العلوم السياسية ومحلل سياسي:"ان المغرب منذ سنة 2010 وهو يعلم جيدا ان الجزائر قد تتخذ هذا القرار لهذا قام باستراتيجيات محكمة في المجال الطاقي كي لا تؤثر عليه ورقة الغاز"
واضاف المتحدث نفسه:"ان هذا القرار سيؤثر سلبا على الجزائر نفسها،حيث ان النقاش حول الطاقة فروسيا مثلا تمنح حوالي 40 من الغاز لاوروبا وتريد الوصول الى 90 في المائة، اما النرويج تعطي 18 في المائة والجزائر 12 في المائة فقط"
واكد اسليمي:"هناك من حرض الجزائر للوقوع في فخ سينعكس عليها مباشرة، حيث ان اسبانيا بدورها لا تثق في هذا الخط، والمغرب لا يستفيذ كثيرا منه"
وتابع المحلل السياسي:"الجزائر ترفع سقف الازمة حيث انها اصبحت في مواجهة الجميع وليس المغرب فقط فهي الان في مواجهة مجلس الامن".
مصطفى سلمى: أتمنى أن تخصص الجزائر جزء ضئيل من فائض الغاز لساكنة المخيمات
و علق القيادي السابق في جبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، على قرار النظام الجزائري بعدم تجديد اتفاقية أنبوب الغاز الجزائري الأوروبي، و قال “بعد قطعها للغاز عن المغرب حتى لا تدعم استمرار “احتلاله للصحراء” كما تقول بياناتها، اتمنى ان تخصص الجزائر جزء ضئيل من الفائض الذي كان يستفيد منه المغرب ” العدو” لسكان المخيمات “الصديق” الذين يعيشون فوق أراضيها منذ 46 سنة.”
وأضاف “فمن يومين سألت صديقا من المخيمات عن بيان الجبهة الصادر عقب اجتماع مجلس الامن، فقال: لم أفهم منه غير كلمة محتلة لأننا نعيشها هنا واقعا. فنحن نعيش تحت نير احتلال بغيض بئيس جهلنا و فقرنا و حولنا الى متسولين بعد ان تقطعت بنا السبل في ارض الجزائر ذات زمن مضى لما وثق آآباؤنا في الوافدين الجدد ( قادة البوليساريو ) و صدقوا كذبتهم بانهم سيقودوننا الى التحرير و حياة أفضل.
نحن يا صديقي اليوم لا نحتاج تحرير الارض لأنها حتى و لو تحررت ( و مندرا) فلن نكون فيها فوق عبيد لمن نحن عبيد لهم اليوم.
..نحتاج أن نتحرر نحن اولا، و نكون سادة في قراراتنا و شركاء في مصيرنا. و بعدها قد نفكر في تحرير الارض او تقاسمها او مشاركتها او حتى رميها للكلاب و نهيم في الصحراء..
يا صديقي نحن محتلين.. محتلييييين.. من طرف أقلية أعطيناها كل شي، و لم نحصد غير آلاف القبور فوق الربى المحيطة بنا للأب و الام و العم و الخال. و خيم كانت تتجدد كل خمس سنين. و لم تعد.. بعد ان حصل لمن سلمناهم رقابنا.. التمكين. و تركونا عظم بلا لحم.. بلا قيمة هنا و هناك (يقصد المغرب) فاتنا القطار؟؟؟.”
عبد الفتاح الفاتحي:المغرب لا يعول كثيرا على هذا الخط في التزود باحتياجاته من الغاز
ونفى مدير مركز أفريقيا ميد للدراسات الاستراتيجية، عبد الفتاح الفاتحي، " أن يتأثر المغرب اقتصاديا من توقف الأنبوب"، وأكد أن "التأثير سيكون ضعيفا جدا".
واكد في تصريح صحفي، سيكون هناك تداعيات اقتصادية وكذلك اجتماعية، لأن أنبوب الغاز المغاربي كان يضخ عائدات مالية في الخزينة العامة للدولة المغربية، إضافة إلى كمية من الغاز الطبيعي يتم استهلاكها من قبل المغرب".
وأضاف: "لكن بشكل عام المغرب لا يعول كثيرا على هذا الخط في التزود باحتياجاته من الغاز".
المغرب يقلل من أهمية قرار الجزائر بوقف تجديد عقد الغاز
هذا وقلل المغرب من أهمية قرار الجزائر بوقف تجديد عقد الغاز، حيث اكتفى المكتب الوطني المغربي للكهرباء والماء الصالح للشرب،باصدار بلاغ يؤكد فيه، أن القرار الذي أعلنته السلطات الجزائرية بعدم تجديد الاتفاق بشأن خط أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي "لن يكون له حاليا سوى تأثير ضئيل على أداء النظام الكهربائي الوطني".
وأضاف البيان: "نظرًا لطبيعة جوار المغرب، وتحسّبًا لهذا القرار، فقد تمّ اتّخاذ الترتيبات اللازمة لضمان استمراريّة إمداد البلاد بالكهرباء".
وأشار البيان إلى أنّه يتمّ حاليًا درس "خيارات أخرى لبدائل مستدامة، على المديَين المتوسّط والطويل".