لائحة وزراء حكومة أخنوش محسومة والإعلان عنها مسألة وقت

ينتظر الرأي العام الوطني الإعلان عن حكومة اخنوش المشكلة من أحزاب التجمع الوطني للأحرار والاستقلال والاصالة المعاصرة بفارغ الصبر، وذلك راجع للآمال الكبيرة المعقودة على هذه الحكومة في ظل ما جاء في البرنامج الانتخابي لأخنوش رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها.
الشعب المغربي الذي قهرته الانتظارية وقيود جائحة كورونا، غير مهتم بمن سيشكل الحكومة ولا من سيستوزر فيها، لان همه الأساسي هو ما ستقدمه له هذه الحكومة ووزرائها في قطاعات حيوية وهي: التعليم، الصحة والشغل والقضاء.
قطاعات أساسية ذات أولوية قصوى لكل المواطنين لا تحتمل المزيد من الانتظارية، وعلى الحكومة الحسم فيها بقرارات شجاعة وآنية في ظل أزمة منظومة التربية والتكوين واتساع الفجوة بين التعليم الخصوصي المفترس لجيوب المغاربة،  وذلك في ظل غياب مراقبة الدولة وتحكم اللوبيات في هذا القطاع دون حسيب او رقيب، وبين والتعليم العمومي البئيس والمنهار.
الأمر ذاته يمكن قوله على قطاع الصحة، فالقطاع العمومي مريض ينخره الفساد والتدخلات والكثير من الخصاص، وبين قطاع خصوصي مفترس غير خاضع لأي مراقبة تتحكم فيه لوبيات هو الآخر، إذ انها تحتكر صناعة الادوية وكل ما يتعلق بها من آلات طبية الخ....
قطاع الشغل ليس في منأى عما يعيشه قطاعي التعليم والصحة في المغربْ،  فقطاع الشغل سيكون من أكبر تحديات حكومة اخنوش الذي وعد المغاربة بتوفير الاف الوظائف خلال ولايته.
لهذه الأسباب يتنظر الشعب الإعلان عن حكومة اخنوش واسماء وزرائها، وزراء يجب ان لا يكونوا نسخة لوزراء حكومة ‘’الكفاءات’’ التي شكلها العثماني لتتحول بعد ذلك لحكومة ‘’الرداءات ‘’والفضائح، وخير دليل على ذلك وزير الشباب والرياضة والاتصال والثقافة السابق الذي تم إعفائه خمسة شهور على تعيينه.

وفي انتظار الإعلان الرسمي عن الحكومة وأسماء وزرائها بصفة رسمية، تظهر من حين لآخر لوائح وزراء تشوش كثيرا على الراي العام، وهوما يتطلب اصدار بلاغ عن رئيس الحكومة المكلف يؤكد فيه بان كل ما ينشر حول لوائح الوزراء هو مجرد اشاعات.

اخنوش رئيس الحكومة المكلف له تصور عام لأسماء وزراء حكومته:
من خصائص رجالات الدولة الكبار هو السرية خصوصا اثناء تشكيل الحكومة، وهو ما التزم به عزيز اخنوش، وفرضه على كل أعضاء المكتب السياسي لحزبه لاقتناعه بان عملية تشكيل الحكومة تكون دائما صعبة وقابلة للاختراق.
وهو نفس المسار الذي اتبعه نزار بركة الذي فرض على أعضاء اللجنة التنفيذية الصمت وعدم الحديث بأي طريقة من الطرق عن تشكيل الحكومة، عكس عبد الطيف وهبي الذي أعلن ان الحكومة ستتشكل من بعد 4 اكتوبر اي من بعد الإعلان عن النتائج النهائية لانتخاب اعضاء مجلس المستشارين، وهو ما جعل البعض يتهم وهبي بكونه أصبح ناطقا رسميا باسم لحكومة اخنوش.
وحسب مصادر مقربة من اخنوش، فان رئيس الحكومة لن يجد أي مشكل في فرض أسماء الوزراء الذي يريد، وليس من حزبه فقط، بل حتى من الأحزاب الحليفة له أي حزبي الاستقلال والاصالة والمعاصرة لأنه يوجد في وضعية قوة.
لذلك سيفرض اخنوش أسماء وزراء أقوياء تكنوقراط او مخضرمين محترفين قادرين على العطاء، مباشرة بعد تعيين الحكومة، وليس وزراء هاويين.

صمت رئيس الحكومة للرد على الاشاعات غير مفهوم:

يعيش الراي العام على ايقاع كثير من الاشاعات فيما يتعلق تشكيل الحكومة، واسماء وزارئها . في الانظمة الديمقراطية وقبل واثناء تشكبل الحكومات يخرج بين الفينة والاخرى رئيس الحكومة المكلف ليضع النقط على الحروف، ويؤكد او ينفي ما بروج حول تشكبل الحكومة واسماء وزرائها واين وصل تشكيلها وهذا امر عادي بعد دسترة حق المواطن الوصول للمعلومة .

نقول هذا الكلام ، لان الراي العام ينتظر من اخنوش الاعلان عن الحكومة في اقرب وقت وعن اسماء وزراءها ، خصوصا بعد تصريحه انه سيخرج الحكومة في اقرب وقت لان انتظارات الشعب تتكاثر يوما عن يوم، والامال في حكومة اخنوش تتزايد في ظروف صعبة يمر منها المواطن العادي. وعليه فان الاستمرار في الصمت واللامبالاة من طرف رئيس الحكومة يكثر من الاشاعات القاتلة وهو ما سيسبب ضررا لحكومة يعقد عليها المواطن الكثير من الامال.

الأحزاب المشكلة للحكومة ومدى توفرها على بروفيلات وزارية قوية:
تختلف القراءات حول توفر كل الأحزاب الثلاث على بروفيلات وزارية مؤهلة وقوية. صحيح ان هناك خلاف كبير بين أحزاب التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال على مستوى توفر كل حزب من هذه الاحزاب على الموارد البشرية المؤهلة للاستوزار. وعلى هذا المستوى يبدو ان حزبا التجمع الوطني للأحرار والاستقلال هما الأكثر توفرا على ‘’بروفيلات ‘’وزارية خصوصا ان عزيز اخنوش رئيس الحكومة ونزار بركة سبق وكانا وزيرين ودبرا قطاعات حكومية مهمة ولهما مكاتب سياسية مشكلة من سياسيين كبار عكس حزب الاصالة والمعاصرة الذي لم يحكم قط لأنه كان في المعارضة منذ نشأته.
اخنوش يراهن على حكومة مقلصة وقوية كيفيا وليس كميا:
رجال الاعمال يعتمدون على مقاربات الكيف approche de qualité وليس على مقاربات الكم approcge de quantité، وهذا ما ينطبق على اخنوش الذي سيراهن على حكومة مصغرة لا تتجاوز 26 وزيرا ووزيرة موزعة بين وزراء سياسيين وتكنوقراط ومخضرمين، وقد لا يجد صعوبة ‘’مع بروفيلات’’ حزب الاستقلال وفي مقدمتهم نزار بركة القوة الهادئة والملتزمة والمؤهلة للعطاء نظرا لمسارها المتميز من وزير الشؤون العامة الى وزير المالية والاقتصاد الى رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
لكن من المتوقع ان يجد اخنوش صعوبة مع رئيس حزب الاصالة والمعاصرة، فالمحامي عبد اللطيف وهبي صاحب المزاج المتقلب واللسان الطويل لكون شخصيته وسيكولوجياته وتواصله وسلوكه مخالف تماما لبروفيلات اخنوش وبركة، وهذا من بين أسس ضعف حكومة اخنوش.
حكومة اخنوش ستتشكل من وزراء جدد ومخضرمين: يبدو ان حكومة اخنوش ستتشكل من نخب شابة ونخب مخضرمة. بالنسبة للتجمع هناك : مصطفى بيتاس ، محمد الصديقي، رضى الشامي. ومن المخضرمين محمد اوجار،نوال المتوكل، بنشعبون ونادية العلوي،وبالنسبة لرشيد العالمي الطالبي فهو مرشح لرئاسة الفريق بالبرلمان اورئيس مجلس النواب،وامزازي وايت الطالب لكونهم وزراء فتحوا اوراشا استراتيجية، ومن مصلحة اخنوش الحفاظ عليهم لاستكمال هاته الاوراش.
بالنسبة لحزب الاصالة والمعاصرة : المهدي بنسعيد، فاطمة المنصوري ،لحبيب بلكوش، القيادية خديجة الكور ، يونس السكوري اما وهبي فهناك اخبار عن استبعاده من الحكومة الخ
اما بالنسبة للاستقلال: محمد زيدوح، البوزيدي ، الدويري، خديجة الزومي، ميارة ، نزار بركة ، عبد الواحد الفاسي، عبد الجبار الراشيدي
وفي نفس السياق نؤكد ان هذه اللائحة مجرد مسودة قابلة للتعديل وللتغيير ، لان اللائحة الأخيرة لوزراء حكومة اخنوش والرسمية هي من اختصاص جلالة الملك.

الملك هو من يعين الحكومة بوزرانها وليس رئيس الحكومة : دستوريا ،الملك هو من يعين الحكومة ووزرائها وفق مضمون الفصل47 باقتراح من رئيس الحكومة.
وعليه، فان كل ما ينشر حول تشكيلة الحكومة مجرد تسريبات وتخمينات قابلة لكل الاحتمالات.لكن المؤكد هو ان الحكومة ستشكل قبل الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر تاريخ افتتاح الملك الدورة الخريفية للبرلمان.
وعليه، فاذا كانت النخب مشغولة بتشكيلة الحكومة، فان الشعب مشغول بنار الدخول المدرسي والزيادة الحارقة في اثمنة الأسعار وضغوطات جائحة كورونا، وذلك في ظل صمت الحكومة القديمة والجديدة.