قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، إن 3156 مواطنا مغربيا من العالقين بالخارج استطاعوا العودة إلى أرض الوطم بفضل عمليات الترحيل التي نظمتها وزارته.
وأضاف بوريطة في مداخلة بمجلس النواب اليوم الاثنين 22 يونيو 2020، أن عملية ترحيل المغاربة إلى وطنهم، اقتصرت على المواطنين غير المقيمين بالخارج الذين غادروا لأسباب مهنية أو سياحية أو دراسية، مذكرا أن الوزارة أعطت الأولولية للمواطنين ذوي الوضعيات الهشة.
وأشار الوزير إلى أن المرحلة المقبلة من عمليات الإجلاء ستبدأ باستغلال 100 في المائة من الطاقة الاستيعابية للطائرات لضمان إعادة 50 بالمائة من العالقين بالخارج إلى المغرب، مضيفا أنه سيتم إجلاء مواطنين عالقين في تونس والامارات وهنغاريا وسويسرا والسنغال وبلجيكا واللمكلة المتحدة، وأن العملية بدأت 21 يونيو الجاري إلى 27 من نفس الشهر. أي بزيادة تفوق 73 في المائة حيث سيبلغ عدد العائدين 7800 مواطن.
وتابع الوزير أن التأخر في إجلاء المواطنين من الخارج، ما هو إلا عقلنة عملية الإعادة وعدم المجازفة بصحة العالقين وسلامة ذويهم، مشيرا إلى أن عدد العائدين أسبوعيا سيصل إلى 700 -800 خلال كل اسبوع من الأسابيع المقبلة.
وسجل وزير الخارجية أن عملية الإعادة، مرت بـ3 مراحل من 15 مارس إلى 3 أبريل، ثانيا أعيت الأولوية لحماية الساكنة وتوفير الامكانيات للعودة، وثالثا الصيغة التي اشترطت عودة العالقين كانت تتطلف توفير الأدوات اللوجستيكية لم تكن انطلقت بعد كالكمامات على سبيل المثال.
وأضاف وزير المغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب اليوم الاثنين 22 يونيو الجاري، أن إعادة المغاربة في تلك الظروف كانت تعني تعريض حياتهم وحياة ذويهم ومحيطهم للخطر. بل ما كان في المستطاع في تلك الفترة التخفيف من معاناة المواطنين الذين علقوا بالخارج، والاشتغال داخليا على تهييىء ظروف الاستقبال.
وذكر الوزير أن عمليات الاجلاء بدأت من الجزائر ثم إسبانيا وكتالونيا وجزر الكناري وتركيا ولا زالت عملية إعادة المواطنين من الخارج إلى حضن وطنهم مستمرة، وذلك منذ بروز معالم التحكم في الوضعية الوبائية.
وكشف ناصر بوريطة،إصابة 10 موظفين بالسفارات والقنصليات في الخارج بفيروس “كورونا”، أثناء قيامهم باجراءات عودة العالقين.
واعتبر بوريطة، أن "جائحة كورونا شكلت بالنسبة للعالم ككل تحدٍّ فريد غير مسبوق وغير متوقع، بحيث لا وجود لأي برتوكول مسبق، وليس هناك وصفة جاهزة للتعامل معه فقط هناك اجتهاد كل دولة حسب إمكانياتها واختياراتها واكراهاتها".
وأوضح أن المقارنات بين تدخل الدول لمواجهة تفشي الوباء، كثيرا ما تكون مقارنات تبسيطية وغير ذات جدوى لأن كل دولة قدمت الإجابات المناسبة بالنظر لواقعها، حيث كانت العبرة في النهاية بالنتائج.
وحول سبب التأخر في إعادة المغاربة العالقين بالخارج، قال بوريطة، إنه "يرجع إلى أنه لم يكن من الممكن ترحيل المغاربة خلال الفترة الممتدة ما بين 15 مارس إلى نهاية أبريل، نظرا لوجود أسباب موضوعية قاهرة، تتعلق بأن الوضعية الوبائية داخل المغرب تطرح تحديات هامة، حيث كنا نشهد تصاعد متواتر في عدد الحالات"، موضحا أن "الصيغة التي اعتمدها المغاربة لعودة العالقين بالخارج كانت تقتضي توفر ظروف صحية وإمكانات لوجستيكية لم تكن متوفرة آنذاك".
وخلص وزير الشؤون الخارجية، إلى أنه "أمام هذا الوضع غير المسبوق، فالقرارات عندما تتخذ تكون بهاجس واحد وهو الحفاظ على أرواح المواطنين"، مشددا على أنه "لا مجال للمقامرة أو المغامرة أو للتجربة في هذا المجال، لأن القرارات يجب أن تأخذ بعين الاعتبار بأن الأمر يتعلق بأرواح الناس".
وقال بوريطة، أن المغرب سيقوم بإجلاء المغاربة العالقين في كندا و أمريكا في طائرات قادمة لإجلاء أجانب عالقين في المملكة.
و أضاف بوريطة أنه انطلاقاً من 28 يونيو الجاري ، ستستمر العملية في دول أخرى مثل ألمانيا و مصر و دول الخليج و تركيا أيضاً و دول أخرى ، فيما الدول البعيدة مثل دول آسيا و أمريكا اللاتينية أو التي يتواجد فيها عدد قليل من المغاربة العالقين ، تفكر وزارة الخارجية في وضع منصة إقليمية لتجميعهم مثل إسطنبول أو الدوحة أوباريس قبل ترحيلهم إلى المغرب في رحلة واحدة.
بوريطة ذكر أن عملية الترحيل وصلت لوتيرتها القصوى ، مشيراً إلى أنه سيتم ترحيل ما بين 5000 و 6000 شخص كل أسبوع.
الوزير قال أن جميع الدول التي يتواجد فيها مغاربة في وضعية هشاشة سيتم ترحيلهم في غضون 15 يوماً ، منهم العالقين في أستراليا و اليابان الذين طلب منهم السفر إلى فرنسا ، مؤكداً أن المغرب ليس له من الإمكانيات لإرسال طائرات لإجلاء 4 عالقين مثلاً في أستراليا.