النظام الجزائري يحدد استراتيجية جديدة لفرملة نجاعة وفعالية الدبلوماسية المغربية

تؤكد كثير من المؤشرات أن كل استراتيجيات ومناورات النظام الجزائري ضد السيادة المغربية على صحراءه باءت بالفشل. الأمر الذي يفسر تزايد إعتراف جل دول العالم بمغربية الصحراء، وإعتبار مقترح الحكم الذاتي الذي قدمة المغرب سنة 2007،مقترحا ‘’واقعيا وذا مصداقية’’ و’’حلا وحيدا’’ لإنهاء النزاع المفتعل من طرف النظام الجزائري حول مغربية الصحراء المغربية .

لكن الضربة القاضية لكل إستراتيجيات النظام الجزائري هي القرارين الأمريكي والإسباني، وتأييد مجموعة من الدول الأفريقية والأوروبية والأمريكية المبادرة المغربية للحكم الذاتي،الأمر الذي أخرج ملف الصحراء المغربية من النقاش داخل الاتحاد الإفريقي، أو إدراجه على جدول أعماله ، وهو ما أربك النظام الجزائري كثيرا وأصابه بالجنون .
سياسة صاحب الجلالة الاستراتيجية لتدبير ملف الصحراء قهرت النظام الجزائري وأرقته كثيرا ، خصوصا بعد تقاربه مع معظم الدول الفاعلة في الاتحاد الإفريقي خلال السنوات الأخيرة، وإعلانه المبادرة الأطلسية الإفريقية لإدماج دول الساحل، الرامية إلى تحويل هذا الفضاء إلى فرصة للتنمية والأمن والاستقرار بالقارة الإفريقية، من خلال استفادة 23 دولة إفريقية مطلة على المحيط الأطلسي.

وأمام نجاعة وفعالية الدبلوماسية المغربية التي يقودها صاحب الجلالة، يحاول النظام الجزائري اليوم تجريب عدة استراتيجية ضغط جديدة لفرملة تقدم المغرب طي ملف الصحراء قاريا ودوليا .

وتستهدف الإستراتيجيات الجديدة للنظام الجزائري:

أولا: الحد من الانتصارات المغربية عبر تعزيز التحالفات مع قادة الدول الإفريقية خصوصا تلك التي ما زالت تدور في فلكها، وتقديم الدعم المالي لها وتكثيف الاتفاقيات الثنائية في المجالات العسكرية والأمنية والقضائية معها.

ثانيا: تشكيل جبهة من الدول داخل الإتحاد الإفريقي لفرض موضوع ما يسميه النظام الجزائري “إنهاء الاستعمار في الصحراء” على قائمة جدول الأعمال في أهم الاجتماعات الدبلوماسية والأمنية للاتحاد الإفريقي.

ثالثا: بناء هذه الإستراتيجية على خطة إعلامية تسوق لجرائم ومعاناة سكان غزة من بربرية جرائم الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين ومقارنة ذلك مع معاناة ما يسمى “استعمار الصحراء الغربية” و”احتلال إسرائيل لفلسطين”.

ووفقا لمصادر “مغرب أنتلجونس”، فقد طلب النظام الجزائري من جميع مسؤوليه السياسيين والدبلوماسيين والمدنيين والعسكريين ، التسويق المكثف للربط بين “معاناة” الصحراويين’’ و’’معاناة الفلسطينيين’’، بهدف تشويه صورة المغرب على الساحة الإفريقية من خلال وصفه بـ”قوة استعمارية ودموية’’.

وحسب المعلومات التي حصلت عليها “مغرب-أنتلجونس”، فإن هذه الاستراتيجية تهدف وضع السجاد الأحمر وتخصيص استقبال حار واستثنائي لرؤساء الدول التي لم تعترف بعد بمغربية الصحراء.

وقد بدأت هذه الاستراتيجية، بالفعل، في 28 فبراير الماضي مع الاستقبال الاستثنائي الذي خصصه الرئيس عبد المجيد تبون لفيليب جاسينتو نيوسي، رئيس جمهورية موزمبيق، إحدى الدول الإفريقية التي تدعم قضية البوليساريو. وكشفت المصادر أن السلطات الجزائرية تعمل على جدولة زيارات العديد من رؤساء الدول الآخرين، ومن بينهم رؤساء تنزانيا وغانا وزيمبابوي وكينيا بالإضافة إلى ناميبيا. وهي البلدان التي لم تبادر بعد إلى الإعتراف بمغربية الصحراء.

من بعد أكثر من 45 سنة حاول النظام الجزائري عدة استراتيجيات معاكسة للمغرب في سيادته علي صحراءه كان أساسها وما يزال الإرتشاء الدبلوماسي ، لكنها باءت كلها بالفشل.

والسبب الرئيسي في ذلك، هو ان منطق التاريخ وحقيقة الجغرافية أقوى من كل استراتجية الأنظمة السياسية الظالمة التي تحاول تزوير حقائق التاريخ والجغرافية،وهو ما ينطبق على موقف النظام الجزائري من مغربية الصحراء.