غيابات بالجملة تهزّ الفريق الاستقلالي بالبرلمان... و"طيبوبة" العمراوي تحت المجهر

في خطوة غير مألوفة، اضطرت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، خلال اجتماعها الأسبوعي المنعقد منتصف الأسبوع الجاري، إلى فتح نقاش داخلي حاد حول ما وصفته بـ"الغياب المقلق" لعدد من أعضاء الفريق النيابي للحزب عن أشغال اللجان الدائمة، والجلسات العامة، وحتى عن اجتماعات الفريق ذاته.

 

وتحوّل هذا الموضوع إلى أولوية تنظيمية داخل القيادة الحزبية، بعدما تكررت حالات التغيب بشكل بات يثير استياءً واضحاً، سواء داخل الحزب أو في محيط المؤسسة التشريعية، خصوصاً أن هذا السلوك يتنافى مع روح الالتزام التي طالما ميزت الفريق الاستقلالي عبر محطاته السابقة.

 

وكشفت مصادر مطلعة أن عدداً من النواب يتكئون على "طيبة" رئيس الفريق، الدكتور علال العمراوي، الذي يشتهر داخل الأوساط السياسية بلقب "طبيب الفقراء"، ليبرروا تراخيهم في الحضور والمشاركة الفعالة في العمل البرلماني. وهو الأمر الذي لم يكن وارداً في عهد رؤساء فرق سابقين، عرفوا بصرامتهم التنظيمية ومحاسبتهم الدورية للأعضاء المتقاعسين.

 

ويُنظر إلى العمراوي داخل الحزب كشخصية تحظى باحترام واسع، نظراً لمساره المهني والإنساني، إلا أن العديد من الاستقلاليين يرون أن المرحلة تتطلب منه تغيير أسلوب تدبيره للفريق النيابي، والانتقال من التساهل إلى الحزم، حفاظاً على صورة الحزب داخل البرلمان، وعلى جودة مساهمته في النقاش التشريعي والرقابي.

 

وأكدت المصادر ذاتها أن اللجنة التنفيذية لم تُخفِ قلقها من هذا التراجع في الانضباط، وطرحت بجدية ضرورة تفعيل آليات المحاسبة الداخلية، وربط المسؤولية بالحضور الفعلي والفعالية داخل المؤسسة التشريعية، تفادياً لتحول الفريق إلى مجرد رقم عددي لا أثر له في الدينامية البرلمانية.

 

ويأتي هذا النقاش في وقت تتزايد فيه أصوات من داخل الحزب وخارجه تطالب بتجديد النخب وتخليق العمل السياسي، خاصة بعد تراجع ثقة المواطنين في المؤسسات التمثيلية، ما يجعل من حضور النواب وانضباطهم مسؤولية سياسية وأخلاقية قبل أن تكون تنظيمية.

 

ويُرتقب أن يعمد العمراوي، بتنسيق مع قيادة الحزب، إلى مراجعة قواعد الاشتغال داخل الفريق البرلماني الاستقلالي، عبر اعتماد صيغ جديدة تضمن احترام الواجبات الأساسية للنائب، وتحفز على الحضور والانخراط الجاد في العمل التشريعي، خصوصاً في ظل التحديات الكبرى التي تواجه البلاد على مختلف المستويات.