اعترفت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس بهزيمتها في الانتخابات الرئاسية أمام دونالد ترامب خلال خطاب متلفز الأربعاء 6 نونبر2024.
كانت كامالا هاريس الأمل الجديد للحزب الديمقراطي في مواجهة دونالد ترامب العائد إلى البيت الأبيض. فبعد فشل جو بايدن في إقناع الناخبين بصلاحيته للرئاسة، تم ترشيح هاريس كبديل له، لتصبح أول امرأة وأول أمريكية من أصول سوداء وآسيوية تصل إلى منصب نائب الرئيس.
لكن رحلتها السياسية لم تكن سهلة. فرغم دعم الديمقراطيين لها وآمالهم الكبيرة في نجاحها، إلا أن هاريس لم تقدر قدرات ترامب الكبيرة في التواصل مع الناخبين. فقد فشلت في التعامل بحنكة مع الهجمات اللاذعة التي وجهها لها خصومها، وكانت خطاباتها أحيانًا متناقضة وغير قادرة على إحداث الأثر المطلوب.
كما أن الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي ميزت فترة ولاية ترامب الأولى لم تساعد هاريس في استمالة الناخبين. فالتضخم المرتفع وتكاليف المعيشة المتزايدة، إلى جانب القلق الأمني بعد أحداث الشغب في 6 يناير، خلقت بيئة معادية لم تتمكن هاريس من التعامل معها بفاعلية.
وفي النهاية، تمكن ترامب من استغلال نقاط الضعف لدى هاريس واستغلال التحديات التي واجهها الديمقراطيون، ليفوز بالانتخابات بفارق ضئيل. وبذلك أصبح أول رئيس سابق في التاريخ الأمريكي يعود إلى البيت الأبيض بعد خسارته الانتخابات السابقة.
لم تكن هزيمة هاريس مفاجئة للكثيرين، فقد كشفت فترة تولي منصب نائب الرئيس عن حدود قدراتها السياسية. فعلى الرغم من طموحها الكبير وثقة الديمقراطيين بها، إلا أنها لم تتمكن من إثبات جدارتها في المواجهة الحقيقية مع ترامب ورفاقه. وبذلك خيبت آمال من رأوا فيها نجمة صاعدة قادرة على إنقاذ الحزب من براثن الهزيمة.
رغم الآمال الكبيرة التي عقدها الديمقراطيون على كامالا هاريس كبديل قادر على هزيمة دونالد ترامب في انتخابات 2024، إلا أن هذه الطموحات لم تتحقق في النهاية. فقد واجهت هاريس تحديات جسيمة أطاحت بمساعيها للوصول إلى البيت الأبيض.
البداية كانت صعبة، فقد شهدت مناطق عديدة في البلاد تحولاً كبيراً نحو ترامب، بما زاد من حظوظه للفوز بالتصويت الشعبي الوطني للمرة الأولى. كما ورثت هاريس وضعاً صعباً من سلفها جو بايدن، الرئيس غير المحبوب على نطاق واسع بسبب تعامله مع التضخم والهجرة وقضايا السياسة الخارجية.
بدلاً من تبني مواقف واضحة وحاسمة، اختارت المسار الوسطي، محاولة إرضاء الجميع دون الانحياز لأي طرف. ولم تجرؤ على انتقاد بايدن أو سياسات إدارته، بل حاولت تبرير الأخطاء وإلقاء اللوم على ترامب.
في النهاية، لم تتمكن هاريس من التغلب على التحديات التي واجهتها، وأخفقت في إقناع الناخبين بأنها البديل القوي والمؤهل لإخراج ترامب من البيت الأبيض مرة أخرى. وبذلك انتهت آمال الديمقراطيين في استعادة السلطة، وعاد ترامب إلى المنصب الأعلى في البلاد.