قرار ترامب يربك جنوب إفريقيا

رفض رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنع بلاده من المشاركة في قمة مجموعة الـ20 المقررة العام المقبل في مدينة ميامي بولاية فلوريدا، مؤكدا أن جنوب أفريقيا عضو مؤسس في المجموعة ولن يتم استبعادها.

وفي خطاب متلفز، شدد رامافوزا على أن بلاده ستظل “عضوا كاملا وفاعلا وبنّاء في مجموعة الـ20″، مشيرا إلى أن مشاركة شركات ومنظمات من المجتمع المدني الأميركي في فعاليات مرتبطة بالقمة التي استضافتها جوهانسبورغ الشهر الماضي دليل على استمرار العلاقات البنّاءة رغم الخلاف الدبلوماسي.

وأضاف أن جنوب أفريقيا مستعدة لمواصلة الحوار مع واشنطن “بكرامة واحترام كدول ذات سيادة متساوية”.

الرئيس دونالد ترامب يلتقي رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا بالبيت الأبيض 21 مايو/أيار 2025 في واشنطن (أسوشيتد برس)
واتهم رامافوزا الإدارة الأميركية بنشر “معلومات مضللة وسافرة” عبر مزاعم بأن حكومة بلاده ترتكب إبادة جماعية ضد الأفريكانيين (أحفاد المستوطنين الهولنديين) وتصادر أراضي المواطنين البيض، واصفا هذه المزاعم بأنها “تضليل صارخ” تقف وراءه جماعات وأفراد داخل جنوب أفريقيا وخارجها. وقال إن هذه الحملات “تعرّض المصالح الوطنية للخطر، وتُضعف العلاقات مع أحد أهم شركائنا”.

مقاطعة وتهديد

وكانت واشنطن قد قاطعت قمة قادة مجموعة الـ20 التي انعقدت تحت رئاسة جنوب أفريقيا في جوهانسبورغ يومي 22 و23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث كرر ترامب مزاعم فقدت مصداقيتها على نطاق واسع بأن حكومة البلد المضيف ذات الأغلبية السوداء تضطهد الأقلية البيضاء.

وأعلن ترامب الأربعاء الماضي أنه لن يوجه دعوة إلى جنوب أفريقيا لحضور القمة المقبلة التي يعتزم استضافتها في ملعب غولف بميامي تملكه عائلته.

ردود دولية

من جانبه، انتقد المستشار الألماني فريدريش ميرتس قرار ترامب، معتبرا أن الإدارة الأميركية “تتخلى بلا داع عن نفوذها في منطقة تزداد أهميتها”.

وأكد أنه سيحث الرئيس الأميركي خلال محادثاته معه قبل القمة المقررة في ديسمبر/كانون الأول 2026 على التراجع عن قرار الاستبعاد، مشددا على أن مجموعة الـ20 “من أهم الصيغ المتعددة الأطراف ولا ينبغي تقليصها دون داعٍ”.

تضم مجموعة الـ20 في أعضائها 19 دولة صناعية وناشئة إلى جانب الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وتشمل دولا كبرى مثل الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة، إضافة إلى روسيا والصين.

 وكالات

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *