وجه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، انتقادات لاذعة لصحيفة “لوموند” الفرنسية، معتبرا أن ما نشرته مؤخرا حول الوضع الصحي للعاهل المغربي الملك محمد السادس، يدخل في خانة “الادعاءات المغرضة والمس بالثوابت الوطنية”.
وفي بث مباشر على الصفحة الرسمية لحزبه، استعاد بنكيران واقعة قديمة جمعته بالراحل جمال براوي، القيادي اليساري، حين كان الحديث قائما حول احتمال تدخل الجيش بعد وفاة الملك الحسن الثاني. وقال بنكيران: “براوي قالها بصراحة: نحن مسلمون، والبيعة هي الأساس، وولي العهد هو من يخلف الملك. وفعلا كان الأمر كذلك، حيث بايع المغاربة سيدي محمد، ولي العهد حينها، الذي أصبح الملك محمد السادس”. وأضاف: “أترحم اليوم عليه لأنه عبّر وقتها عن مرجعيته الإسلامية، وذكّر بأن الملكية ركيزة أساسية في المغرب منذ 12 قرنا”.
وأوضح بنكيران أن التشكيك في صحة الملك أو مستقبل الحكم في البلاد “ليس شأنا فرنسيا ولا أوروبيا”، مؤكدا أن المغاربة “متمسكون بملكهم وبالمؤسسة الملكية منذ قرون”، ومشددا على أن “أعمار الناس بيد الله، ولا فرنسا ولا أمريكا ولا أي طرف آخر يمكنه أن يقرر في هذا الأمر”.
وتابع الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن الملك محمد السادس “يقوم بواجباته كاملة”، مبرزا أن “الملك لا يخفي حالته الصحية حين يضطر لذلك، فقد سبق أن أصدر بلاغات رسمية أو ظهرت له صور علنية خلال فترة مرضه”.
وأردف بنكيران : “الملك إنسان، يمكن أن يمرض أو يضعف، لكن ذلك لا يعطي الحق لأي جهة أجنبية في بث الشائعات أو المس برمزية المؤسسة الملكية”.
بنكيران دعا المغاربة إلى الحذر من الأخبار المتداولة في بعض المنابر الغربية أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وخص بالذكر صحيفة “لوموند” وموقعا وصفه بـ”التجسسي” يسمى “الجبروت”، معتبرا أن ما ينشر يدخل في إطار “المؤامرات التي لا تنجح إلا إذا وجدت آذانا صاغية في الداخل”.
وقال: “المغاربة عبر التاريخ تمسكوا بملوكهم في أصعب الظروف، وتجاوزوا المحن بفضل وحدتهم، وأي محاولة لزعزعة هذه الثقة مصيرها الفشل”.
وأشار بنكيران إلى أن المؤسسة الملكية “ليست فقط رمزية تاريخية أو دينية، بل هي أساس الاستقرار السياسي والأمني للبلاد”، مضيفا: “حين يتحدث البعض عن خصوصيات الملك أو ولي العهد أو حياتهما الخاصة، فإن ذلك مجرد عبث. واجبنا أن نغلق الباب أمام هذه الخرافات ونلتزم فقط بالمصادر الرسمية الصادرة عن القصر الملكي”.
وختم كلمته قائلا: “المغاربة ملكيون، ونحن مع ملكنا محمد السادس، والشرعية في هذا البلد قائمة على البيعة والتاريخ والدستور، لا على أهواء الصحف الأجنبية. ما لم يصدر شيء رسمي من القصر، فليطمئن المغاربة أن أمورهم بخير، وأن ملكهم حريص على مصالحهم”.