قضية “الطفل البشير”..شبكة تطالب بمنع المبيت بالخيام في المواسم

أصدرت شبكة الجمعيات الدكالية غير الحكومية بلاغا استنكاريا شديد اللهجة، تدين فيه الجريمة البشعة التي هزت الضمير العام والمتمثلة في اغتصاب طفل قاصر يبلغ من العمر 13 سنة فقط خلال فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار.

هذه الجريمة النكراء وقعت يوم الخميس 14 غشت 2025 داخل خيمة بفضاء الموسم بجماعة مولاي عبد الله بإقليم الجديدة، حيث تعرض الطفل الذي يعيش في وضعية هشة للاغتصاب من طرف مجموعة من القاصرين والشباب في موسم كان من المفترض أن يكون آمناً للجميع.

وصفت الشبكة في بلاغها المؤرخ في 24 غشت 2025 هذه الواقعة بأنها خرق سافر للقيم ولحرمة الطفولة البريئة، مما أثار اهتمام الرأي العام الوطني والدولي. وأكدت أن هذه الفاجعة تكشف عن اختلالات بنيوية خطيرة في تدبير الموسم، والذي تتعدد مشاكل تنظيمه سنوياً من ازدحام مروري واكتظاظ وفوضى وبعض الانفلات الأمني، إضافة إلى افتقار إلى بنية تحتية ملائمة مع أعداد الزوار المعلنة، أهمها قلة المرافق الصحية التي لا تتناسب مع حاجيات زوار موسم مولاي عبد الله أمغار مما يؤثر سلباً على الصحة العامة وكرامة الإنسان.

وتضمنت المشاكل المرتبطة بالموسم أيضاً المشاكل البيئية المرتبطة بالنفايات مروراً بغياب نهج تشاركي على مستوى التنظيم وضعف الإنارة العمومية وصبيب المياه الصالحة للشرب.

في هذا السياق، أعلنت الشبكة عن تثمينها لتعبئة الآلية الوطنية للتكفل النفسي للأطفال من طرف المرصد الوطني لحقوق الطفل بتعليمات من صاحبة السمو الملكي الأميرة المرصد لفائدة الطفل ضحية الاغتصاب الجماعي، معربة عن تضامنها المطلق مع الضحية وأسرته الهشة ومطالبتها بتمكينه من المواكبة الضرورية.

كما ثمنت الشبكة جهود مختلف السلطات الإقليمية والمحلية والأمنية في الحفاظ على الأمن والنظام العام خلال فترة الموسم، لكنها في المقابل حملت المسؤولية للجهات الوصية والمنظمة للموسم بسبب غياب الضوابط التنظيمية وضعف توفير أدنى شروط الحماية والأمن التي من شأنها حماية الأطفال والنساء والساكنة والزوار.

وأكدت على أهمية الحفاظ على التوازن بين الأمن والحرية وضرورة التبليغ الفوري عن أي حالة عنف أو اعتداء.

واستنكرت الشبكة بعض الممارسات السياسوية وبعض أنواع الحملات الانتخابية السابقة لأوانها التي مورست طيلة فترة الموسم، كما أدانت بشدة هذه الجريمة البشعة وطالبت بالإسراع في البحث في حيثيات هذه القضية وتطبيق أقصى العقوبات في حق مرتكبيها. وطالبت بضرورة تفعيل مؤسسة وسيط المملكة لوسيط الطفولة وخلق آليات تسمح بالإبلاغ بشكل رقمي عن مثل هذه الحالات من طرف الأطفال الذين لا يستطيعون التبليغ المباشر لدى المصالح الأمنية.

وجاءت المطالبة العاجلة من وزارة الداخلية بإصدار قرار المنع الكلي للمبيت وسط الخيام في فضاء المواسم التي تقام بمنطقة دكالة كأحد أهم مطالب البلاغ. كما نددت الشبكة ببعض المظاهر المشبوهة داخل الموسم من بينها استعمال رموز غريبة كوضع النجمة السداسية على أعمدة الإنارة العمومية بدل الشعارات الوطنية والتي أثارت استياء الساكنة والزوار ومختلف فعاليات المجتمع المدني.

واستنكرت الشبكة التسيب في الفوضى وخصوصاً عملية الكراء العشوائي للبقع التي تنصب فيها الخيام من طرف مجهولي الهوية مما يؤدي إلى غياب الشفافية في الاستغلال الاقتصادي والتجاري للفضاء. ودعت السلطات الإقليمية إلى إصلاح عميق وشامل لعملية تنظيم الموسم بما يحفظ كرامة الإنسان ويصون هوية المنطقة وتراثها اللامادي.

كما طالبت الجماعة الترابية مولاي عبد الله بتنظيم لقاء تقييمي لحصيلة هذا الموسم خلال السنوات الأخيرة وإعمال الشفافية في تقديم الأرقام، وما هي الأرقام المصرح بها؟ وعلى ماذا استفادت منها مالية الجماعة؟ وما هو تأثير الأرقام المصرح بها على تنمية الجماعة اقتصادياً واجتماعياً وما هي القيمة المضافة؟

وفي الأخير، أكدت الشبكة أن موسم مولاي عبد الله أمغار يجب أن يبقى حدثاً ثقافياً وروحياً يجمع بين التصوف والتدين وفضاء للثقافة والأنشطة الروحية والتقليدية والفنية والتلاقح الحضاري، لا مرتعاً للانحراف والجريمة وليس بؤرة للانحلال وانتشار الرذيلة وجرائم السرقة والتحرش والاغتصاب خصوصاً بالليل.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *