وزارة الصحة تكشف لـ”بلبريس” آخر تطورات جدري القردة بالمغرب

أعلنت السلطات الصحية في موريتانيا، بداية الأسبوع الحالي، عن اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية والاحترازية عقب تسجيل حالة إصابة بمرض جدري القردة (Mpox) في الجارة السنغال، إذ جاء القرار بعد اجتماع طارئ لإدارة الطب الوقائي ومكافحة المرض بحضور الشركاء الفنيين والمؤسساتيين والخبراء، خُصص لتقييم الوضعية الوبائية بالمنطقة.

وتشمل هذه الإجراءات، وفق وزارة الصحة الموريتانية، تعزيز المراقبة الصحية بجميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، وتوجيه الطواقم الجهوية والمحلية لرفع مستوى اليقظة والكشف المبكر، إضافة إلى تكوين الفرق الطبية وتوزيع تعريفات الحالات على مختلف المؤسسات الصحية، فضلا عن تنظيم تمارين محاكاة للتعامل مع أي طارئ محتمل.

هذه المستجدات تأتي في سياق إقليمي يشهد رفع حالة التأهب في أكثر من بلد، حيث بادرت السنغال بدورها إلى إعلان حالة إنذار بعد تأكيد إصابة بجدري القردة، وهو ما دفع موريتانيا بدورها إلى تفعيل آليات وقائية خشية انتقال العدوى عبر الحدود المشتركة.

وعلى بعد 55 كيلومتر فقط على نواديبو، شمال غرب موريتانيا، وبمعبر الكركرات، يُطرح التساؤل عن ماهية التدابير التي تعتزم المغرب القيام بها، للوقاية من جدري القردة المنتشر بقوة في الكونغو كينشاسا، ودول غرب وسط أفريقيا.

وفي هذا السياق، أوضح مصدر مسؤول بوزارة الصحة لـ”بلبريس” أن الوضعية في المغرب تبقى مستقرة، مذكرا بأن المملكة كانت من بين أوائل الدول التي فعّلت الإنذار الصحي المتعلق بجدري القردة منذ ظهور الإصابات الأولى سنة 2024 ، بخلاف دول مجاورة لم تتفاعل حينها إلا بعد ظهور إصابات جديدة.

وأضاف المصدر أن المغرب سجل تسع حالات إصابة مؤكدة منذ سنة 2022، كلها وافدة من الخارج (سبع من أوروبا وحالتان من إفريقيا)، وتم التعامل معها وفق البروتوكول المعتمد، من خلال العزل والعلاج وتتبع المخالطين لمدة 21 يوما، دون تسجيل أي إصابة ثانوية.

وأبرز المصدر نفسه، أن معدل الفتك المرتبط بالمرض يظل ضعيفا جدا، فيما يتركز انتشاره الأكبر في الكونغو كينشاسا والدول المجاورة، لاسيما انتشاره هناك يكون بشكل مباشر بين الحيوان والإنسان، وليس عبر البشر في ما بعضهم من خلال انتشار العدوى.

وأكد المسؤول ذاته لـ”بلبريس” أن المملكة مازالت تحافظ على نفس التدابير الاستباقية، مستفيدة من تجربتها السابقة في تدبير الحالات، وهو ما يجعل الوضعية الصحية الوطنية مستقرة ولا تدعو للقلق، ولا تستدعي أي إنذار حول الموضوع.

وأعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية قبل سنة، تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بجدري القردة.

وذكرت وزارة الصحة في بيان أن “الحالة تم اكتشافها ضمن البروتوكول الصحي المعتمد في المملكة منذ بدء هذا الإنذار الصحي العالمي، حيث خضع المصاب للرعاية الصحية اللازمة في أحد المراكز الطبية المتخصصة بمدينة مراكش، وهو في حالة صحية مستقرة لا تستدعي القلق”.

وتابعت الوزارة الوصية في وقت سابق: “يتلقى المصاب الرعاية الطبية المناسبة وفقا للإجراءات الصحية المعتمدة، ويخضع للمراقبة الطبية الدقيقة لضمان استقرار حالته، كما تم تفعيل إجراءات العزل الصحي والمتابعة الطبية اللازمة وفقا للمعايير الصحية الوطنية والدولية”.

وأوضحت أنه “مباشرة بعد التوصل بنتائج التحاليل المخبرية للحالة المؤكدة، باشر المركزان الوطني والجهوي لعمليات طوارئ الصحة العامة، بالإضافة إلى فرق الاستجابة السريعة، التحريات الوبائية المعتمدة من أجل حصر لائحة جميع المخالطين للمصاب، بهدف مراقبتهم واتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع تفشي الفيروس، وفقا لمعايير السلامة الصحية الوطنية والدولية. ولم تظهر على المخالطين أي أعراض حتى الآن”.

وأكدت وزارة الصحة أنها ستستمر في التواصل مع الرأي العام الوطني، وإخباره بكل المستجدات المتعلقة بالوضع الوبائي بانتظام، كما دأبت على ذلك منذ بداية هذا الإنذار الصحي العالمي.

ودعت الوزارة المغاربة أنذاك إلى الالتزام بالتدابير الوقائية الموصى بها، مثل غسل اليدين بانتظام وتجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين أو المشتبه في إصابتهم، والحرص على النظافة الشخصية.

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *