أخبار السياسة وسياسة الأخبار بالمغرب بين الفوضي والمهنية

اشير بداية أني اعتمدت علي مرجعيين هامين لكتابة هذا المقال هما :

e contact et la distance-1

: le contact et la distance-

 لالان ليفزيي ،

2-سياسة الاخبار واخبار السياسة لدوريس جرابر ودينيس ماكويل وبيبا نوريس.

سياق هذا المقال الذي هو عنوان احدي الكتب الهامه التي تحدد تشنج العلاقات بين السياسي والصحافي هو ما يعيش المغرب اليوم من فوضى عارمة علي مستوي اخبار السياسة وسياسة الاخبار، فوضى اساءت وتسيء للبلد ولمؤسساته،
لان الحديث عن الاعلام والسياسة بعني الحديث عن الاخبار وكيفية صياغتها ونشرها، خصوصا في الانظمة التي تعزف انتقالا ديمقزاطيا كالمغزب حيث تمر علاقات السياسي والاعلامي  باشكال من الصراع حول من يجب ان يسيطر على اخبار السياسة. ويدور هذا النزاع الهاف على مادة الاخبار والأخبار التي يجب تغطيتها وتشكيلها والزاوية التي يجب ان تبث من خلالها،
وعرفت هده السنة صدامات بين السياسي ،اللاعلامي حيث يلاحظ المهتم مستوى تصاعد التوتر والقلق بين الصحفيين والسياسين والجمهور، ،طدح سؤال جوهزيومع تزايد الاهتمام الإعلام والتأثير في صراعات القوى السياسية يطرح سوال

#هزلت بكل المقاييس .وصلنا والله أعلم إلى الدرك الأسفل .نعيش أسوأ مرحلة نزل فيها النقاش إلى حضيض الحضيض .تفسخ وتميع كل شيء. النخب مستقلة ومنفصلة عن الواقع و بعيدة عن الوقائع. الساحة يصول فيها ويجول المدعون ومجموعة من الحمقى ومروجو الخطابات الضحلة والأخبار الكاذبة ومغتصبو حرمة الصحافة ومنتهكو مصداقيتها . والذين يقتاتون على الابتزاز ويختفون وراء أقنعة مفضوحة وأجندة مكشوفة. ويقضون معظم وقتهم في تفصيل وطنية على المقاس يفسرونها بطريقتهم وبما ينسجم مع هواهم . يوزعون شواهد حسن السيرة وصكوك الغفران. ويحللون ويحرمون.ويقيمون محاكم لتفتيش النوايا والأفكار والمواقف . وينصبون أنفسهم حماة للمصالح الوطنية ويلعبون دور الناطق الرسمي للدولة ،حتى ولو أنها لم تطلب منهم ذلك . يلمعون وجه من يروق لهم ويوافق مزاجهم. ويلطخون وجه من يعتبرونه غير مؤمن بالاختلاف والتعدد وحرية الرأي . وحرية الرأي والاختلاف في ملتهم واعتقادهم هي الحق في أن يتبنوا السردية الإسرائيلية والتطبيع معها وترسيخها في أذهان الناس واعتبار أنصارها هم المغاربة الأقحاح والأحرار والأصلاءوالواقعيون جدا.لحسن الحظ أن هؤلاء شرذمة صغيرة ومحدودة في العدد والقدرة على التأثير .
الهدرة في الفسيبوك مجانية . بدون مقابل ولا فرض ضرائب ولارسوم جمركية .للي بغا يقول شي حاجة كيقولها .ها للي كيتبورد .وهاللي كيفتي ويفصل .وهاللي للي كيفسر وينظر حتى في حكاية تازة وغزة . وهاللي كيبيع الوهم .وهاللي كيكذب بالعلالى .وها اللي كيزايد في الطهرانية والعفة والاستقامة والوطنية والأخلاق والمبادىء .وهاللي كيمارس النصب والاحتيال والتدليس وتزييف الحقائق .وها اللي كيصفي لحساب مع جهة ما أو مع أشخاص . وها اللي كينشر الخزعبلات والترهات والأكاذيب بلاحشمة.وها للي كيدعي الثورية المطلقةوالواقعية والعقلانية والوطنية المتطرفة ويلصق الرجعية المطلقة بالآخرين. وها اللي كيمجد ويمدح ويتفوق حتى على الدولة في مدح وتمجيد ذاتها متوهما أنه بفعله ذاك سينال رضاها وتغدق عليه الهدايا والعطايا .وهاللي كيفكك ويفتت وينشر خطابات الفتنة ويضرب ويجرح .وهاللي كيحلل ويحرم .وووووو. المهم نحن في سوق فيه المعروضات والمنتجات الأصلية والمغشوشة.وكل واحد يلغي بلغاه .
وهنا نتساءل ماجدوى الثقافة والفكر ؟ماجدوى الصحافة والإعلام ؟ ماجدوى كل هذا في سياق كهذا ؟ في إحدى الندوات سمعت مفكرا مغربيا يقول :إن الدولة هي أعظم اختراع تحقق في تاريخ البشرية . كان يقصد دولة الحق والقانون والمؤسسات.وإذا لم تحضر الدولة بمثل هذه المواصفات والمقومات والخصائص و تتدخل في مثل هذه السياقات بما يقتضيه ذلك من حكمة وحكامة وحصافة وبعد بصر وبصيرة .فإن الأبواب ستفتح على مصراعيها أمام التسيب والفتنة والتغول والافتراء والتضليل وتزييف الحقائق. وعليها أن تدرك بأن خيار الصوت الواحد والخطاب الموحد واللغة المتماهية مع لغتها يلحق بها أضرارا جسيمة ،أكثر مما يجلب لهامنافع كثيرة .الانتماء إلى الوطن قناعة وإيمان وتربية وقيم . ولايكون بمقابل.ولا يحتاج إلى صفير وزعيق وصراخ وتبريرات وذرائع، باطنها معلوم ومدرك ألا و هو إثبات أن مصلحة المغرب هي مع دولة إس-ر-ا-ئي-ل قلبا وقالبا . ثم إن الوطنية ليست حلبة للمزايدة والملاكمة السياسوية واللعب بالكلمات والصفات ،والبحث كل مرة عن سرديةما قصدالتشويش وتفخيخ وتضليل الناس .والاستثمار في الخوف الجماعي والترهيب والترويع .وتسويق شعارات التخوين التي أصبحت عملة رائجة عند المكلفين بمهام تجميل الكيان الغاصب وتسويقه كنموذج ناجح يمكن الاقتداء به في أكثر من مجال .وكأن من يقيم ليل نهار في منصات التواصل الاجتماعي ويزايد على الجميع ويعطي الانطباع أنه هو من يملك القدرة لفكك شفرة عقل الدولة وأجهزتهاومؤسساتها .هو الأقدر والأجدر على قراءة مقاصدها وتأويل الإشارات والرموز . ويتوهم أنه وحده من ينتج المعنى . وتبعا لذلك فهو وحده يمتلك الحقيقة ويسمح لنفسه بإعادة تعريف كل شيء.وهو هنا في واقع الأمر لايعدو كونه يؤدي وظيفة عاطفية تقوم على الإثارة وتأجيج وتجييش المشاعر وتغليب مصالح ذاتية ملتبسة تحولت بحكم طبيعة المهمة التي كلف بها إلى رهان وجودي .
و يدعي معالجة عطب بنيوي تاريخي وثقافي فيما هو ينتج هذيانا وتحريفا وتحويرا للواقع والوقائع والتاريخ والجغرافية والحضارةوالثقافة والقيم#

هل يجب على الصحافيين ان يكونوا مراقبين محايدين ام معارضين ام مؤيدين

وللحفاظ على جوهر الديمقراطية يجب ان يلتزم المشاركون في الحوار السياسي الذي تنقله وياءل الاعلام
بقواعد سلوكية معينة
ويجب على الصحافي ان يمتلك دليلا يتمتع بالمصداقية يؤيد صحة المعلومة الواقعية التي يقدمونها
كما يجب ان تحمي قوانين اقذف الإفراد من تدخل وساءل الإعلام غير الأشق وتشويه السمعة لكن ما زال الخط الأكثر دقة في الفصل بين الخاص والعام محل جدالوالخصوصية

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *