في خطوة مفاجئة أثارت تساؤلات واسعة، أعفي محمد بنعلي من مهامه على رأس المجلس العلمي المحلي لفجيج، بقرار صادر عن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق.
محمد بنعلي علق على قرار الإعفاء بتدوينة على صفحته الرسمية، عبر فيها عن تلقيه القرار من الدكتور مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي الجهوي، صباح الجمعة، مشيرا إلى أن اللجنة التي زارت المجلس قبل حوالي شهرين ركزت في ملاحظاتها على عدم انتظامه في الحضور، وهو ما أكده صراحة في تدوينته بقوله: “وهذه حقيقة لا أنكرها”. لكنه ختم بالقول إن الإعفاء “انتقال من حركة مقيدة بضوابط المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف إلى حركة لا قيود فيها”، في إشارة فسرها البعض بأنها تعكس قدرا من التحفظ وربما النقد الضمني.
أعاد عدد من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي ربط الإعفاء بتدوينة سابقة جريئة نشرها بنعلي، أعرب فيها عن موقف حاد من العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث كتب: “كلنا متواطئون على إبادة غزة”. وهي عبارة وصفت بأنها تحمل شحنة سياسية قوية ونقدا مباشرا لمواقف رسمية.
وفي سياق متصل، أثارت طريقة صدور قرار الإعفاء انتقادات من طرف بعض الشخصيات الدينية، من بينها الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، الذي وصف القرار بـ”غير المعلل”، مستغربا صدوره دون توضيح أو تبرير رسمي، ودون اللجوء إلى أي مسطرة تأديبية أو استماع للمعني بالأمر. وذهب في تعليقه إلى اعتبار أن هذه الممارسة تضعف مصداقية المؤسسات وتناقض مبدأ دولة القانون.
هذا الربط بين التدوينة ومآلات الإعفاء لا يجد له تأكيدا رسميا، لكن تداوله على نطاق واسع يكشف عن تنامي الشكوك بشأن دوافع القرار.
