كشفت مصادر خاصة لـ"بلبريس"، أنه يتم حالياً إعداد برنامج متكامل لإعادة تكوين القطيع الوطني، حيث تم مناقشة عدة إجراءات تشمل حملة تلقيح ضد الأمراض المعوية، تقديم مساعدات مباشرة للمربين، وتخفيف أعباء الديون عنهم، بحيث تمت مناقشة هذا البرنامج خلال آخر مجلس وزاري ترأسه الملك محمد السادس في 12 ماي 2025، حيث وجه الملك سؤالاً إلى وزير الفلاحة حول هذا الموضوع.
يهدف البرنامج، حسب المصادر ذاتها، إلى الانتقال من مرحلة حماية القطيع من آثار الجفاف إلى مرحلة إعادة التكوين المستدام، خاصة بعد تراجع عدد رؤوس الماشية بنسبة 38% في 2024 مقارنة بعام 2016، حيث انخفض عدد الإناث المنتجة من 11 مليون رأس إلى 8.7 مليون رأس بسبب سبع سنوات متتالية من الجفاف، وقد أصبح تنفيذ هذا البرنامج ممكناً بفضل تحسن الظروف المناخية الأخيرة.
أعلن وزير الفلاحة في وقت السابق، أن البرنامج سيكون طموحاً ومتكاملاً للموسم الفلاحي 2025-2026، وسيركز على دعم المربين وتحسين إنتاجية القطيع الوطني. وسيشمل البرنامج مشاريع للإنتاج الحيواني تمول بالكامل من قبل الدولة، مع الاستفادة من إجراءات سابقة مثل توزيع الشعير والأعلاف المدعمة.
من بين الإجراءات المطروحة حسب مصادر مهنية، إطلاق حملة تلقيح ضد الأمراض المعوية التي تصيب الماشية، حيث تعتبر هذه الخطوة إحدى مطالب المربين الرئيسية بسبب التكلفة المرتفعة للتلقيح، كما يتضمن البرنامج محاور أخرى مثل الإرشاد الفلاحي بالتعاون مع الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، ومشاريع لتخفيف ديون المربين، ودراسة إمكانية تقديم مساعدات مالية مباشرة لهم.
وتقول مصادر مهنية لـ"بلبريس" أنه "يشترط لتنفيذ البرنامج بشكل فعال تحديد هوية القطيع الصغير لضمان استهداف المساعدات بشكل دقيق".
وحسب المعطيات المتوفرة فسيتم تنفيذ البرنامج عبر لجان مشتركة تحت إشراف السلطات المحلية، على غرار البرامج الاجتماعية الأخرى، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن البرنامج قريباً بعد الانتهاء من المراحل النهائية لإعداده.
هذا ويشار إلى أن الملك محمد السادس دعا مواطنيه إلى عدم ذبح أضاحي العيد هذا العام بسبب التراجع الكبير في أعداد المواشي جراء جفاف حاد تشهده المملكة للعام السابع تواليا.
وقال الملك في رسالة تلاها وزير الشؤون الدينية أحمد التوفيق في وقت سابق، "نهيب بشعبنا العزيز عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة".
وأضاف التوفيق نقلا عن الرسالة الملكية، أن سبب ذلك هو "ما يواجه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية".
كما قال الملك محمد السادس، إنه "أخذا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، فإن القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررا محققا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لا سيما ذوي الدخل المحدود".